للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحدثت الأديبة الرحالة (روزيتا فوريس) إلى طاغية الروس ستالين فوصفت له ما شهدت من صرعى المجاعة والتشريد وحاولت أن تلمس ضميره من قريب أو من بعيد

فالتفت إليها سائلاً: كم قتيلاً مات في الحرب العظمى؟

وأسرع الترجمان فقال: سبعة ملايين!

فعاد ستالين يقول: سبعة ملايين ذهبوا لغير غاية معلومة. أما نحن فنبني حضارة جديدة ونقيم الإنسانية بأسرها على أساس جديد، فماذا يضير أن يموت في سبيل ذلك من يموت بالمجاعة والتشريد؟

لو كان ستالين يتخيل كل واحد من أولئك الهالكين بالعرى والجوع فيأخذهم مأخذ الفنان الراوية لما أجاب ذلك الجواب. ولكنه يأخذهم رقماً في الحساب، وليس للرقم نعيم ولا عذاب. ولن تبطل الحرب مادامت مصاير الأمم بأيدي الحاسبين من أمثال ستالين

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>