للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

سنن الأئمة دون بصيرة - تجني على الأدب، ما يجنيه التضييق والحجر، أو شراً من ذلك

(د) الحروب:

النزاع بين فريقين يهيج كل ما عندهما من قوى نفسية ومادية؛ وكلما كان الخطر أعظم كان الاهتمام والإعداد أكبر. وفي الحروب تتعرض النفوس والأموال والأوطان للتهلكة فتثور أقسى ما في الإنسان من غريزة وأسمى ما فيه من عاطفة. فتدعو كل أمة أحزابها وتحرضهم على قتال العدو؛ وإذا أتيح لها الظفر عظمت أفعالها، وأكبرت مآثر أبطالها، وفي هذا الإعداد للقتال والتحريض عليه والتغني بالظفر والإشادة بالبطولة مجال واسع للأدب

ومن أروع ما أنتجت الآداب القصص الحماسية: فالمهابهارثة والإلياذة والشاهنامة والقصائد الحماسية في الشعر العربي الجاهلي والإسلامي ولاسيما شعر أبي الطيب المتنبي، وقصة عنترة وقصص أبي زيد الهلالي وغيرها كل هذا من آثار الحرب ومآثر الأبطال فيها

(هـ) الدين:

والدين له على الفنون سيطرة عظيمة، فهو يستولي على العقل والعاطفة فيسيرهما كما يشاء، ويصبغ كثيراً من نتائج الأدب بصبغته. ولعل أروع أبنية العالم وأبقاها على العصور المعابد؛ فحيثما سار الإنسان على وجه الأرض وجد علوم الأمم وفنونها وعواطفها ممثلة في المساجد والكنائس والمعابد الأخرى

والأدب الديني من أقدم آثار الأمم الأدبية. فكتاب الموتى عند قدماء المصريين، وأناشيد فيدا عند الهند، وسفر أيوب في التوراة، وأناشيد جاتا في كتاب زرادشت الذي يسمى الأبستا؛ كل أولئك من آثار الدين في الأدب. وإذا نظرنا إلى الدين الإسلامي وتصورنا ما أحدثه القرآن في الأدب العربي والآداب الإسلامية عامة، وما يحدثه اليوم، عرفنا مبلغ تأثير الدين في الأدب، وتصور ما أنتج الإسلام من خطب ومواعظ وقصص في العصور المتطاولة لتعرف جانباً من تأثيره. ثم هذا الشعر الصوفي الرائع في الآداب الإسلامية - ولاسيما الفارسية - نفحة من نفحات الدين

(و) المحاكاة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>