للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الدموع التي طالما جرت وذرفت، وانفضت هذه الجموع واجمة ما فيها من يتكلم أو ينبس، وفي القلوب نيران تتأجج، وبين الأضالع لهيب يستعر، ولم تسكت آخر طلقة من طلقات المدافع التسع والتسعين، حتى عمّ المدينة صمت عميق، وغدت كأنها قبر واحد، قبر غازي الملك الحبيب الذي أمّ الناس قصره قبل عشرة أيام مهنئين بالميلاد السعيد، فانصرفوا الساعة من زيارة قبره الجديد، مودعين حبيباً لن يروه إلى يوم القيامة. . .

وهمس رجل، فسار الهمس على كل لسان:

رحمة الله على غازي، ولفيصل أبنه التوفيق والسعادة والحياة!

(بغداد)

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>