بمعدل مقذوف في كل دقيقة على كل سنتيمتر مربع في الوضع الأفقي من سطح الأرض؛ فمثلاً تستقبل راحة اليد (باعتبار مساحتها حوالي ٦٠ س م٢) مقذوفاً في كل ثانية، ينفذ منها كما تنفذ الرصاصة من قطعة من الكارتون، وعلى حد تقدير روسي أستاذ بادو، تُضرب الأرض بمعدل مقذوف واحد في كل ثانية لكل ديسمتر مربع من سطحها.
يعترضنا بعد هذا الوصف الموجز مسألتان:
الأولى: ما اثر هذه المقذوفات على المادة التي تقابلها؟
الثانية: ما هي طبيعة وأصل هذه القذائف؟
والمسألة الأولى تخص فيزيقا النواة، والثانية تخص الفيزيقا الأرضية، وكلاهما موضوعان حديثان لهما خَطَرهُما في العلوم الطبيعية ويختلفان عن الموضوعات العادية، وذلك بصغر الظاهرة المراد قياسها ودقة التجارب الخاصة بهما، وخطورة الرحلات المتعلقة بهما، سواء ما كان منها في الجو أو على قَمِم الجِبال أو في أعماق البحار؛ كذلك مهارة التحليل العلمي وعظمة الاستنتاج وقوة الاستقراء. كل هذه تجعل من الموضوع بالنسبة لنا موضوعاً يشبه موضوع القاطرة بالنسبة للنملة التي افترضنا أنها تتأمل: وهو ما أود أن يشعر به القارئ في مقالاتنا القادمة
محمد محمود غالي
دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من السوربون
ليسانس العلوم التعليمية. ليسانس العلوم الحرة. دبلوم