الطائفتين من تطورات الحملة الأدبية وانقلابها إلى ضدها
مضى الشيخ الأديب في نقده لا يصده عنه صاد، وهو يعلم أن للآباء اليسوعيين سلطة نافذة وطرائق ذات شعاب أخطبوطية فتاكة ولكنه لم يأبه لها لأنه كان ينافح عن حق لوجه الحق
صدرت جريدة البشير وتلتها مجلة المشرق في الصدور خاليتين من كلمة واحدة في الرد على الشيخ الناقد
شدد الناقد الحملة وزاد العيار. . . وأخيراً ذهب يدفع باب الجزويت يستطلع سر سكوتهم وكنه استلانتهم وهم الجبابرة الأشداء
رحب الآباء اليسوعيون بالزائر الناقد خير ترحاب، وأكرموه الإكرام اللائق بعلمه وأدبه، وأطلعوه على سرهم فقالوا إنهم ألفوا لجنة برياسة الأب لويس معلوف لدراسة نقده وتصحيح أخطاء وقع فيها كبيرهم الأب شيخو، ولم يدعوا الشيخ ينصرف إلا بعد الاتفاق معهم على مواصلة حملته الصارمة عليهم لإظهار الأغلاط التاريخية والعروضية واللغوية في كتابهم
أرجو ألا تنسى أن كتاب شعراء النصرانية محدود الغرض يطالعه الخاصة من الأدباء في حين أن الفرقة القومية أوسع مدى وأفسح أفقاً من الكتاب وأنفذ إلى مشاعر الشعب وأحاسيسه وخلائقه منه، وأن للفرقة القومية رسالة فرضتها وزارة المعارف حين إنشائها قالت:(إن غايتها رفع مستوى التأليف والتعريب المسرحي وترقية الإخراج وترقية الموسيقى المسرحية والغناء المسرحي بحيث تكون صالحة للتمثيل العربي والأجنبي، وإعداد الممثلين والمخرجين إعداداً فنياً صحيحاً) فأين الفرق بين جماعة ألفوا لجنة من خيرة علمائهم لتصحيح أغلاط في كتاب، من سكوت الفرقة القومية عن كل ما يقال فيها؟
دع عنك العمل الصبياني الصادر من سكرتير الفرقة لأنه غير مستغرب وقوعه منه، فجهل النعامة التي تطمر رأسها في الرمال كيلا ترى الصياد يماثل مجلة (الرسالة) لكيلا يقرأها مدير الفرقة
دع عنك أيضاً أن وزير المعارف ووكيله وآلافاً من الناس يقرءون الرسالة، فتقطيع عدد أو مائة عدد لا يصد الناس عن قراءة عيوب الفرقة وعلل إدارتها
حدثني صديقي قال: إن مدير الفرقة يعزو حملة الرسالة على الفرقة بسبب قبض يده عن