للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وما يمزج من الحليب والسمن والدقيق، وهم يحبون أكل اللحم حباً مفرطاً، وقلما يأكلون الأسماك

اشتهر البدو بحب الفضيلة والضيافة والكرم والغزو والنجدة والأخذ بالثأر والشجاعة وعزة النفس والشورى، لكن فقرهم يفقدهم كثيراً من هذه الأخلاق، ويحمل أكثرهم السيوف وهي محدبة وتتحلى أغمادها بالفضة، ويحمل بعضهم البنادق من الطراز القديم، ويحمل رعاة الإبل (الدبوس) وهو عصا قصيرة في رأسها كتلة، أما حليهم فهي العقود من الخرز والفضة ويلبسون خواتم ضخمة من الفضة والقصدير

أما خرافاتهم فكثيرة، وهم يعتقدون في الإصابة بالعين ويعلقون الخرز في رقابهم ورقاب حيواناتهم منعاً للحسد. وليس عندهم من آلات الموسيقى غير الربابة والصفارة والمقرون (الزمارة)؛ وهم يغنون الشعر، وغناء الرقص عندهم يقال له (الدحية) والسامر، أما الدحية فهي أن يقف المغنون صفاً واحداً وبينهم شاعر يرتجل الغناء وأمامهم غادة ترقص بالسيف وهم يرقصون ويرددون ويهزون رؤوسهم يميناً وشمالاً بشكل منتظم. وأما السامر فهو تقريباً مثل الدحية فلا يختلف إلا في أن يقف الرجال على صفين متقابلين وأما كل صف حسناء ومعها سيف للرقص به.

أما القضاء عندهم فموكول إلى قضاة من خواص رجالهم يحكمون بينهم بالعرف والعادة على أوضاع عديدة، وأما محاكمهم فعلى درجات ثلاث، وأحكامهم وشرائعهم لا يمكن حصرها في هذه السطور، فلكل جريمة شريعة خاصة، وتسمى هذه الشرائع بروابط القبائل ومنها شريعة القتل وشريعة الجروح وشريعة النساء وشريعة الإبل

(يتبع)

عبد الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>