الفاشية بطبيعتها لا تتفق وحرية الرأي. فهي في الحقيقة تقوم على حكم القوة. ومن ثم كان مركز المرأة فيها مركزاً ثانوياً، تحت نفوذ الرجل الذي أعد للحرب والقتال
وعلى ما هو معروف عن الفاشية من المبادئ المنفرة، نجدها قد وضعت المرأة في مركز لا يبيح لها أن تكون أكثر من آلة صماء لخلق الرجل وخدمته في إبان الحروب
ويقول موسوليني في حديث له مع إميل لودفج: المرأة يجب أن تطيع. إنني لو صرحت للمرأة بالدخول في ميدان الانتخاب لأضحكت مني العالم، إن النساء في حالة كحالتنا من الواجب ألا يحسب لهن حساب. وقد أضاف إلى ذلك أنه قد أعجب بشخص من أسلافه قتل زوجته لأنها لم تحتفظ بشرفه. هذا ما يفعله أهالي روما الذين انحدرت من أصلابهم. وقد أصدرت الحكومة الفاشية منذ نشأتها قانوناً يقضي بمنع المرأة من تعليم الطفل إذا بلغ الحادية عشرة أمراً ما قد يكون له تأثير في تكوينه الخلقي، وما زال هذا المبدأ يعمل به إلى الآن.
إن الذين يعرفون ما تقاسيه المرأة في ظل النظام الفاشي - خارج إيطاليا - قليلون.
لقد كانت السن الدنيا للزواج في إيطاليا للبنات خمس عشرة سنة، وللرجال ثماني عشرة، فنقص ذلك إلى أربع للبنات وست عشرة للذكور - في ظل النظام الفاشي -
وقد سن في قانون العقوبات الجديد في إيطاليا مبدأ لا يجعل الرجل مدانا في حالة الاعتداء على أسرته، إلا إذا كان اعتداؤه هذا يترتب عليه عاهة يصعب علاجها، وفي هذه الحالة يحكم عليه بالسجن ستة أشهر بدلاً من خمس سنوات في القانون القديم، فإذا ماتت الفريسة ترتفع العقوبة إلى ثماني سنوات بدلاً من الإعدام. وعلى ذلك فللإيطالي أن يضرب زوجته وأولاده كيف يشاء، ما دام هذا الضرب لا يسبب لهم كسراً في العظم، أو فقداً لحاسة من الحواس. وكثيراً ما يشمله العفو في مثل هذه الظروف، على أن الفريسة يندر أن ترفع أمره إلى القضاء.