فإذا هربت إحدى الفتيات من سوء المعاملة، وقد تكون من هؤلاء اللائى لا يتجاوزن الرابعة عشرة، فإن البوليس يطاردها ويقدمها للمحاكم حيث يحكم عليها بالسجن سنة كاملة، أما الرجل فلا يسأل عن سوء معاملته لها.
أما نظام النازي فقل أن يختلف عن هذا النظام من حيث الاستهتار بحقوق المرأة، فالمرأة الألمانية تستوي مع أختها الإيطالية في المعاملة التي تعامل بها في ظل الحكم الاستبدادي، ولا تزال الشكوى ترتفع إلى العالم مما تلاقيه. وقد أشارت الفيننشيال تايمز الألمانية إلى أن المرأة لا تضايق الرجل بمشاركتها إياه في الحياة فقط، بل بمنافستها له في كسب الخبز أيضاً.
وقد أرغمت المرأة الألمانية على التخلي عن حقوقها الانتخابية وحرمت الحق في التوظف في مصالح الحكومة والمجالس البلدية والمستشفيات، وكذلك بعض المدارس إلا إذا كانت سنها تزيد على خمس وثلاثين سنة. على أنها تفصل من وظيفتها إذا تزوجت من رجل له وظيفة يكتسب منها أو كان من غير العنصر الآري. ويقضي قانون ١٩٣٣ بفصل المرأة من عملها إذا تزوجت وثبت للسلطات أن إيراد زوجها كاف للقيام بنفقاتها. وكذلك إذا كان لها والد أو أخوة يستطيعون القيام بأمرها فإنها تفصل من عملها ولو لم تكن متزوجة
وقد أخرج النازي آلافاً من النساء اللائى كن يقمن بأعمالهن دون أن تسمع لهن شكوى
ولا يصرح بدخول الجامعات في ألمانيا الآن إلا لعشر في المائة من الفتيات اللائى يحصلن على شهادة البكالوريا
وقد سيق آلاف من النساء العاطلات إلى معسكرات للاشتغال بأعمال الغسل والنظافة والطهي
لقد أنقذت المدنية المرأة منذ أجيال من الاشتغال بالأعمال الزراعية المرهقة؛ ولكن النازية قد ساقت إلى الحقول الكثيرات من نساء ألمانيا الذكيات حيث قضى عليهن بأن يقمن بأشق الأعمال