يصلح أن يكون ما جرى مجراه مبتدأ، ولهذا لم يصلح اسم الفعل لأن يكون مبتدأ لأنه جار مجرى الفعل، والفعل لا يصلح للابتداء به. فكذلك ما يجرى مجراه، وهذا هو الحق في اسم الفعل ولو قلنا إنه موضوع للدلالة على معنى الفعل، لا على لفظ الفعل، لأن الخلاف في ذلك يشبه أن يكون لفظياً، ولأن الفعل لا يصلح لفظه ولا معناه للابتداء به، وليس هذا الحكم قاصراً على لفظه فقط
وقد قال صاحب التصريح إن اسم الفعل يعرب مبتدأ على القول بأنه موضوع لمعنى الفعل، وهو قول غير مسلم عندي، وما أظن أن أحداً سبقه إليه، لأن الفعل لا يصلح لفظه ولا معناه للابتداء به، فكذلك ما يدل على معناه من اسم الفعل ونحوه، ولأنهم قصروا المبتدأ الذي لا خبر له على الوصف المعنوي، وهو ما دل على ذات ومعنى قائم بها، وقد أخرجوا منه المصدر لأجل هذا، إلا أن يكون مؤولاً بالوصف، ولا شك أن اسم الفعل مثل المصدر في أنه ليس وصفاً بذلك المعنى، فلا يصح أن يكون مبتدأ مثله. وما أحرى الأستاذ أبا حجاج أن يسلم لي مذهبي بعد هذا كله، والسلام عليه ورحمة الله
عبد المتعال الصعيدي
نقابة جديدة للموسيقيين. . .
وأخيراً وبعد هذا الزمن الطويل الذي قطعه الموسيقيون في تنافر وتنابذ وشقاق استطاع بعض المصلحين المثقفين منهم أن يلموا الشمل وأن يمهدوا لفكرة التعاون الصادق والإخاء الذي لا ينفصم فاجتمعت الآنسة أم كلثوم بالأستاذ محمد عبد الوهاب، حتى إذا اتفقا وتصافيا ونسيا كل شيء إلا خير الموسيقى ورفعتها والأخذ بيد أبنائها انتقل هذا الاجتماع من (سان جيمس) إلى دار الاتحاد الموسيقي الذي يرأسه الأستاذ إبراهيم شفيق. وقد حضر الاجتماع الذي انعقد يوم السبت ٢٢ أبريل سنة ١٩٣٩ بالدار من الموسيقيين والمطربات الأساتذة: الدكتور محمود أحمد الحفني مدير الموسيقى بالمعارف، وصالح عبد الحي، وإبراهيم شفيق، ومحمد بخيت، ومحمد القصبجي، وكامل إبراهيم، والسيدة فتحية أحمد. وقد استمر الاجتماع منعقداً أكثر من ثلاث ساعات ذلل فيها أكثر العقبات ورسم فيها أكثر الخطا. . . وقد انصرفوا على أن يجتمعوا بعد أسبوع لتكملة مشروعهم. ولعل الفرح الذي كانت تفيض به