آثار التهدم الذي يحدثه هذا الزائر السريع في ذرات المادة، ويرى الانفجارات العديدة التي تقع بسبب مروره وبفعله وفعل طاقته العظيمة. وفي الشكل (ا) يرى القارئ صورة لجسيمات الأشعة الكونية وحزمة من الجسيمات الأخرى ويرى هذه الجسيمات الكونية تخترق لوحاً من الرصاص محدداً بالخطين الأفقيين، كما يرى شيئاً من التهدم الذي حدث في هذه المادة. وفي الشكل (٢) يرى حزمة أخرى من هذه الجسيمات المتناهية في الصغر، وبالأحرى يرى مواضعها تظهر دفعة واحدة داخل جهاز ولسون الذي سنتكلم عنه في مقال قادم؛ وهذه الحزمات وهي جسيمات من المادة حدثت بسبب الأشعة الكونية التي لها هذه القوة العجيبة من اختراق ما يقابلها من مادة
ولتعرف شخصية جسيمات الأشعة الكونية، إلكترونات كانت أم برويتونات، وتسجيل مرورها، طريقتان:
الطريقة الأولى تنحصر في استعمال جهاز خاص لعد هذه الإلكترونات ويسمونه (عداد الإلكترونات) وفي هذه الطريقة لا يرسم مسار الإلكترون وإنما يستطيع الجهاز أن يَعدّ الجسيمات التي تمر فيه.
والطريقة الثانية تسمى طريقة (غرفة ولسون) ويمكن بها رسم مسارات هذه الإلكترونات أو البرويتونات، وتعيين أثرها على المادة التي تقابلها وسنشرح الطريقة الثانية في المقال القادم.
أما عدد الإلكترونات فهو اليوم أبسط جهاز معروف في العلوم الطبيعية رغم صغر الظاهرة المراد قياسها، ويتكون (شكل٣) من أنبوبة معدنية داخلها سلك من النحاس المتأكسد وبطرف الأنبوبة سدادتان حيث لا يجاوز ضغط الغاز داخل الأنبوبة بضعة سنتيمترات من الزئبق، وحيث يتفاوت المجال الكهربائي بين السلك والأنبوبة من ١٠٠٠ إلى ٢٠٠٠ فولت.
ويتصل السلك الداخلي إما بالإلكترومتر، وإما بمكبر ذي صمام، فعندما يمر في الغاز داخل الأنبوبة أحد الإلكترونات المكونة للأشعة الكونية يحدث عدد من اليونات، وهذه تُحدث زيادة في الظاهرة الكهربائية، وهذه الزيادة البسيطة يمكن بعد أثر المكبِّر للتيار أن تُحدث حركة آلية من السهل أن تؤثر على جهاز آخر تسمع منه ضربة تدل على مرور أحد