ثم نجد كلمة صاحب المقام الرفيع محمد محمود باشا عن مصر الحديثة؛ وكلمة صاحب الدولة عبد الفتاح يحيى باشا عن مركز مصر الدولي؛ وكلمة صاحب المعالي الدكتور أحمد ماهر عن مركز مصر المالي؛ وكلمة صاحب المعالي الدكتور هيكل باشا عن التربية والمدينة؛ وكلمة صاحب المعالي الأستاذ الشيخ مصطفى عبد الرزاق بك عن الاتجاهات الدينية في مصر الحديثة؛ إلى آخر ما في هذا العدد من شائق البحوث.
وقد وقفنا طويلاً عند الكلمة الشائقة التي كتبها سعادة صديق بك عن:(مصر وطن الإنسانية). وقد كتبها بروح شعري جذاب، ودعا إلى زياتها عشاق المعاني من أصحاب الأذواق
قلت: إن هذا العدد نفيس، وإنه يؤكد ما بين مصر وفرنسا من صلات
فلم يبق إلا أن أنظر إليه نظرة نقدية: فما الذي فات من اهتموا بتنظيم هذا العدد من الطان؟
كنت أحب ألا تغلب عليه هذه الصبغة الرسمية التي جعلت أكثر كتابه من الوزراء وأصحاب الشأن في الميادين الاقتصادية والسياسية.
كنت أحب أن يكون في هذا العدد مكان ظاهر للحياة العلمية والأدبية والاجتماعية. كنت أحب أن يكون فيه فصل عن الصحافة والتأليف، وفصل عن تطور الحياة التعليمية في المعاهد العالية، وفصل عن تأثير مصر في توجيه الحياة الأدبية والعلمية بالشرق. . .
وذلك كان يوجب على مراسل (الطان) في مصر أن يستعين بجهود المشتغلين بالصحافة والتأليف والتعليم. ولو أنه فكر في ذلك لوصل هذا العدد إلى الكمال المنشود.
وهذه النظرة النقدية لا تمنع من تكرير الاعتراف بأن هذا العدد قدم مصر إلى قراء (الطان) بروح مشبع بالحب والجاذبية، فإلى تلك الجريدة العظيمة نوجه أصدق الثناء.
زكي مبارك
أبو تمام - والأستاذ عبد الرحمن شكري
لا أظن أن أديباً عربياً عُني بأبي تمام كما عنيت به، فقد بالغت في مطالعة ديوانه أيما