منوط بأميرنا الأعظم ووزرائه الكرام. وأما العمل فهو منوط بكم فإن القوة والفكر يعطلان بفقد ثروة تربتنا الطيبة المباركة، وقد طلبنا لكم مجلس الشورى لتكون الأمور منوطة بأهلها، والحقوق محفوظة لذويها).
وقال عرابي في خطبة أخرى بالزقازيق (وأنتم الآن مهيئون للانتخاب فلا تميلكم الأهواء والأغراض لانتخاب ذوي الغايات بل عولوا على الأذكياء والنبهاء الذين يعرفون حقوقكم ويرفعون المظالم عنكم) ولم يسه في هذه الخطبة عن امتداح الخديو ووزرائه وهتف في ختامها قائلاً (يعيش الجناب الخديو).
وفي الزقازيق دعى لوضع أساس المدرسة الأميرية فذهب ووضع الحجر الأساسي باسم الخديو قال (وتلوت على الحاضرين خطبة ذكرت لهم فيها فوائد التعليم ومنافعه وفضل العالم على الجاهل والبصير على الأعمى، وحرضتهم على الاهتمام بأمر تعليم أولادهم ليكونوا مستعدين لخدمة بلادهم في المستقبل).
ثم سافر عرابي إلى رأس الوادي بعد أن أولمت له عدة ولائم في دور بعض وجوه مديرية الشرقية مسقط رأسه، وليس يخفى ما ينطوي عليه من معان تكريم هذا الفلاح الذي نشأ في بيت متواضع، على أيدي هؤلاء السادة والكبراء؛ ففي ذلك أول مظاهر الديموقراطية الوليدة في هذا الوادي الذي خضع قبل ذلك زماناً طويلاً لمظاهر السيادة والأرستقراطية