طاقتها تقع بين ١٠٨، ١٠٦ إلكترون فولت، بل تبلغ طاقة
بعضها ١٠١٠ الإلكترون فولت، وقد وجدا بادئ الأمر أنه
بينما ينحني نصف هذه الجسيمات في اتجاه معين داخل غرفة
ولسون، ينحني النصف الثاني في الاتجاه الآخر، مما يدل على
أن شحنة نصف عدد هذه الجسيمات سالبة وشحنة النصف
الآخر موجبة.
على أن استمرار البحوث في دراسة المسارات المنحنية في اتجاه الجسيمات الموجبة الذي قام به أندرسون أدى إلى كشف غريب بعد من أهم اكتشافات العلوم الطبيعية الحديثة، ففي إحدى الفوتوغرافيات العديدة التي قام بها أندرسون ظهر بوضوح مسار لجسيم اخترق لوحة معدنية موضوعة داخل الغرفة ففقد هذا الجسيم باختراقه اللوحة جزءاً من طاقته لدرجة وضح فيها اتجاه الجسيم الذي دل باتجاهه على أن شحنته موجبة. ولقد كان مساره طويلاً للحد الذي لا يمكن اعتباره مع طول هذا المسار (بروتوناً)(نواة الهيدروجين) وكتلة هذا الأخير، أي البروتون، تساوي ١٨٥٠ مرة قدر كتلة الإلكترون، عندئذ اقترح أندرسون إمكان وجود جسيم موجب الشحنة قائم بذاته يختلف عن البروتون، وهذا الجسيم الذي كشفه تقرب كتلته للإلكترون عن البروتون وقد سمى فيما بعد (بوزيتون).
ولقد ثبت رأى أندرسون هذا بتجارب أخرى عديدة قام بها اللذان توصلا لتحسين طريقة غرفة ولسون كما توصلا لإثبات ما هسر أندرسون عنه الستار.
وينحصر عمل بلاكت وزميله أوشياليني في أن تمكنا من أن يجعلا الجسيمات الكونية هي التي تقوم بنفسها بعمل الفوتوغرافيات لها في الوقت الذي تمر فيه، وذلك بأن تمر أولاً هذه الجسيمات في عدادين من العدادات التي سبق أن شرحناها، فينتج عن التأين الحادث في هذه العدادات زيادة في فرق الضغط الكهربائي وبالتالي حركة ميكانيكية، هي التي تقوم بتحريك المكبس في غرفة ولسون، بحيث أن الغرفة لا تعمل إلا عند مرور جسيم كوني.