(لم يكد صاحب الأحذية السيد فيكاني السوري العربي يصنع أحذية عقيلة الرئيس روزفلت حتى اهتمت البلاد كلها باختراعه فأصبح الرجل الفاشل المعدم بالأمس (رجل الساعة في الصناعة) تنهال الطلبات عليه من كل صوب، وتحوّل مصنعه لتصليح الأحذية العتيقة معملاً كبيراً يجتذب ملايين الزبائن. وهكذا حقق (الصغير الفيكاني) في الولايات المتحدة ما حلم به في قريته منذ ثلاث وأربعين سنة في وطنه النائي)
(استبان والاس)
هذه كلمة من إحدى كبريات جرائد الولايات المتحدة موقعة بإمضاء كاتب من أشهر الكتاب في العالمين الجديد والقديم
وقد وقعنا على مقال في مجلة (المناهل) التي تصدر في بونس إيرس عن قصة الفيكاني فاخترنا تلخيصها:
(قدم السيد الفيكاني من سوريا وقد ضاقت بوجهه سبل الارتزاق من حرفته. فنزل في بلدة (كربندال) حيث اتخذ له دكاناً لترقيع أحذية الفقراء فكان دخله يكاد لا يفي لتأمين معيشته. ولكنه لم يستنم للضيم واخذ يفكر ويجرب على نور اختباراته في صنعته حتى وفق أخيراً إلى اختراع قالب لحذاء يتمتع منتعله بالراحة التامة مهما كان شكل قدميه ومهما تجشم من مشقة السير أو الوقوف، وسجل اختراعه. وما عتم حتى أقبل أهل القرية على استعمال أحذيته؛ فابتسم له الحظ، إلا أنه بقى يزاول عمله بيديه لعدم وجود رأس مال كاف يستعين به على بناء مصنع كامل العدة إلى أن وقع نظره يوماً على صورة للسيدة إليونور عقيلة الرئيس روزفلت فتأكد من ملامح وجهها أن حذاءها يؤلم رجليها، فقصد العاصمة. وهناك بدأ من جهة يتسقط المعلومات اللازمة لتهيئة الحذاء الذي سيفتح له باب الشهرة والثروة، ومن جهة أخرى يراجع ذوي الشان للحصول على مقابلة السيدة الأولى حتى بلغ القصد بعد انتظار دام تسعة أشهر. وما مثل لديها وعرض الحذاء المبتكر حتى انتعلته وسارت تتخطر في القاعة جذلة راضية وهي تردد عبارات الثناء؛ ثم أوصته بصنع أزواج عديدة فكان هذا الطلب فاتحة شهرة الرجل وباب ثروته)