للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- لا أجرؤ يا أميرتي. . . إنه مجنون

- وماذا قال لك. . .؟

وعادت القدر إلى إرسال النغمات فطربت الأميرة مرة أخرى وقالت:

- هيا. . . تكلمي. . . تعالي واهمسي في أذني. . .

- قال إنه يريد عشر قبلات من مولاتي الأميرة ثمناً للقدر. فصاحت الأميرة:

- يا للوقح. . . يا للسافل. . .!

- وغضبت، وأخذت تقطع الحديقة جيئة وذهوباً، ولكن. . ماذا تفعل؟ هاهي ذي القدر تعود إلى إرسال النغمات، وهاهو ذا قلبها يعود فيضطرب ويثور

ووقفت هنيهة. . . ثم قالت لوصيفتها:

- اذهبي إليه. . . وسليه إن كان يقبل أخذ الثمن منكن وذهبت الوصيفة إليه ثم عادت خائبة. . .

عندئذ قالت الأميرة:

- لابُدَّ مما ليس منه بد. . . أحضروه. . . وحِطن بي لكيلا يراني أحد. . .

وحفّت الوصائف بالأميرة. . . وأقبل الراعي. . . فقبلها عشر قبلات. . فيها الخمر والعسل المصفى. . وأعطاها القدر والجلاجل.

يا فرحتها آنئذ. . . لقد قضت يومها أمام القدر كلما نضب ماؤها. . . ملأنها والوصائف حولها يرقصن ويضربن الأكف بالأكف. . .

وأقبل الليل. وانصرفت الوصائف. . . وقالت لهن الأميرة:

- إيّاكن أن تخبرن أحداً. . . بما دفعته ثمناً للقدر. . .!

وقال الأمير الراعي لنفسه وهو ينصت إلى صلاة الليل:

- لقد حطمت كبرياءها يا نفس. . . وعرفت ما يغريها. . . فلن تجزعي بعد اليوم. . .!)

وتجرمت أيام وليال. . . وإذا بالراعي يبدع معزفاً ما طلبت نغماً إلا سمعته فيه. ومرت الأميرة بالحديقة ذات يوم، فقالت لوصائفها:

- لنعدلن إلى هذا الراعي، فلن نخلو من أعجوبة لديه. . .

وما كادت تقرب الكوخ حتى سمعت نغمات مشجية وسمعت الراعي يغني فنادت وصائفها

<<  <  ج:
ص:  >  >>