- اذهبن إليه وسلنه عما يريده ثمناً لمعزفه. . . ولكن. . . احذرن فلا قبلات ولا عناق. . .!
وانطلقت إحداهن إليه فسألته، ثم عادت كاسفة الوجه، مضطربة الشعور. . . فسألتها الأميرة:
- ماذا طلب منك؟
- إنه مجنون يا مولاتي. . . إنه يريد مائة قبلة. . .!
- آه!. . . ويله. . .! وقح. . .!
وفكرت الأميرة ثم قالت:
- لا بأس. . . عشر قبلات مني. . . وما بقي فمنكن
ولكن الراعي أصر ولم يقبل. . . عندئذ قالت:(أحضروه. . . فلن يراني أحد)
مسكينة أيتها الأميرة. . . فها هو ذاك الملك يحدق فيك. . . فإذا رأى ما رأى أقبل إلى الحديقة كالمجنون. . . فيطرد الوصائف. . . ويضرب الراعي. . . ويقول لابنته:
- هيا. . خذيه واذهبي. . . فلن أبقيكما في قصري بعد اليوم
وانطلق الراعي يمشي مع الأميرة على غير هدى. . . في أرض لا تموج بالنبات، ولا ترف بالندى. . . يؤذيهما السحاب الهتون، وتفزعهما الريح العصوف.
وتبكي الأميرة ذات يوم، وهي في واد أغن تستجم، وتقول للراعي:(لشد ما أنا بائسة. . . لو أني قبلت الأمير زوجاً. . . لكنت الآن في قصره. . . ولكنه كان غير. . .)
ولم يسمع ما قالته. . . بل أسرع واختفى تحت الغصون. . . فخلع ثوبه الممزق وارتدى ثوباً فاخراً كان معه. . . وجاء إليها فقال:
- هاأنذا أميرك الذي طلبت. . . ولكني لن أخفض لك جناحي اليوم. . . ولم أهب لك قلبي. . . فإن نفسي تشمئز منك. . . لم تقبلي الزوج الشريف ليكون شريكاً لك في حياتك. . . هه. . . لقد علوت يومئذ واستكبرت، واحتقرت الوردة والعندليب. . ولكنك انحططت وقبلت راعياً من أجل قدر. . .!