للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نعم، فهذه لغة أبناء لحياة من البعوضة للبعير، ومن الثعبان للفيل

هي لذة البلبل حين يمسح خديه بحمرة أوراق الورد لا يبالي أن يفقأ شوكة عينيه. . . وهي لذة الغراب حين يُنغض رأسه ويلوي عنقه ويخرج نعيقه في شناعة وإزعاج. . . وهي لذة الحمار حين يثور همه وحبه في صدره، فيخرجه صوتاً عميقاً خليطاً من البكاء والضحك. . . وهو عنده نشيد فيه فن وغزل وإغراء

وهكذا يملأ الغزل سمع الحياة من كل حي، والجميع في غفلة عن الغاية، إلا الذين ندُّوا عن حبال الشبكة المحبوكة الأطراف ووقفوا يديرون على أنفسهم وعلى الحياة وأبنائها.

(بغداد - الرستمية)

عبد المنعم خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>