للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون سلام حتى ولو تنزل إله من السموات يأمرهم به!. . . على أن الأمر ينتهي بعقد الهدنة لمدة ثلاثين سنة فيعود دسيوبوليس جذلان فرحاً إلى ريفه الجميل، ويتمتع الناس بسلم طويل يفيقون فيه من أهوال الحرب التي جرتها الديمقراطية - أو جرها زعماء الديمقراطية المستبدون - على الوطن الحزين المسكين.

ولما كان أرستوفان يحس ما يلقاه الأتيكيون من أهوال حرب المورة؛ فقد استمر يدعو إلى السلام في كثير من كوميدياته ففي سنة ٤٢١ تقدم بملهاته (السلام) التي جاءت آية من آياته. . . وهي ملهاة خيالية يصور فيها رحلة فلاح أثيني على ظهر خنفساء (!) إلى السماء ينشد السلم ثمة، لأنه سئم الحرب وضج من أهوالها! ولشدة حيرة الفلاح يجد أن الآلهة قد ذهبت في السماء صعداً لأنها هي الأخرى قد نفرت من الناس واشمأزت مما تقترفه أيديهم من قتل بعضهم لبعض ومن سفكهم الدماء بغير الحق، ويجد الفلاح أن الآلهة قد أظهرت شبح الحرب على شعاف الأولمب في حين أنها قد خبأت طيف السلام في كهف هناك سحيق، فيجره ويعود به إلى الأرض، وفي ركابه طيف العيد وطيف المحصول وهما عروسان جميلتان، فيتزوج عروس المحصول ويدخل بها على نغم عروس العيد وغنائها.

دريثي خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>