للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويصنف على مذهب فلان لبعض الملوك لينال بذلك أغراضه، فكانت طريقتهُ طريقةَ الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟

قال: في أيّ مدينة؟

٤٣١ - خبر ما في الدنيا

مُعاذ بن جبل: ليس في الدنيا خير من أثنين: رغيف تشبع به كبداً جائعاً، وكلمة تفرج بها عن ملهوف

٤٣٧ - حضرنا ملاك الوالدة. . .

في (الغرر الواضحة) لإبراهيم بن يحيى الوطواط: قال أبو هريرة الشاعر المصري: خرجت يوماً إلى (بركة الحبش) بمصر متنزهاً في أيام الربيع حين أخذت الأرض زخرفها وازينت، ومعي آنية شراب وكتاب، وكانت تلك عادتي في كل سنة، فجعلت أشرب وأنادم كتابي طول يومي. فلما كادت الشمس تغرب، وتُلمح في أجنحة الطير أخذت في الانصراف إلى منزلي وأنا ثمِل. فبينما أنا أمشي إذ خرج فارس من مصر متلثماً لا يبين من وجهه غير عينيه، فسلّم وقال: من أين أقبل الشيوخ؟

فقلت في نفسي: أُجنَّ الرجل؟ ومن يرى معي؟ فالتفتُّ فإذا خلفي قطيع من التيوس فقلت: حضرنا ملاك الوالدة أصلحك الله! فضحك وانصرف.

ولما كان بعد أيام دخلت إلى الأمير (تكين) في حاجة فقَضاها لي، وأسرني بألف درهم وقال: هذا حقُّ حضورك ذاك الملاك. فعلمت أنه هو الذي لقيني، فأخذتها وانصرفت

بركة الحبش هي التي يقول فيها أمية بن أبي الصلت:

لله يومٌ ببركة الحبش ... والأفق بين الضياء والغبش!

والنيل تحت الرياح مضطربٌ ... كصارمٍ في يمين مرتعش!

ونحن في روضة مُفوَّفة ... دبج بالنور عطفها وَوُشى!

وأثقلُ الناس كلهم رجلٌ ... دعاه داعي الصِّبا فلم يطش

فاسقني بالكبار مترعةً ... فهنّ أشفى لشدة العطش

<<  <  ج:
ص:  >  >>