وقد تكون ألمانيا أكثر الدولتين تحمساً لضم أمريكا الجنوبية إلى سياسة المحور، وعلى الأخص تلك الجهات التي لها علاقات قديمة ببرلين كالأرجنتين وبها مائة ألف ألماني، والبرازيل، وفيها عشرة أمثال هذا العدد. وتقام الاحتفالات النازية في بونس إيرس كما تقام في ألمانيا، وقد اتخذت الاحتياطات الشديدة في الأنحاء الألمانية في الأرجنتين لتطهيرها من الجنس الغير الآري.
ويخالط الألمان الأمريكيين اللاتينيين في الأعمال والمجتمعات بحالة لا يصل إليها البريطانيون وسكان أمريكا الشمالية؛ فإذا أضفنا إلى ذلك الكراهية التي تحملها الأرجنتين للاشتراكية عرفنا كيف يتحمس الأهالي للألمان.
فالجيش في تلك البلاد مأخوذ في نظامه بالأساليب الألمانية، وتلقى الكثير من ضباطه دروسهم الحربية في بوتسدام. أما الأسواق التجارية فقد اختفت منها البيوت المالية الإنجليزية وأخذت المحلات التي تروج التجارة الإنجليزية تقل شيئاً فشيئا.
لقد كان في البرازيل ألمان منذ سنة ١٨٤٣ ولكن عددهم لم يكن محسوماً، أما الآن فلا يقل عدد الألمان في تلك البلاد عن مليون نفس، وفي جنوب هذه الجمهورية وعلى الأخص سنتا كاثرينا وبرانا وريوجراند دوسيل ينحدر أكثر السكان من أصل ألماني، ويقوم حكام وبوليس من الألمان في كثير من البلدان، وقد قامت البرازيل بحركة شديدة لمقاومة الدعاية النازية، وعلى الرغم من ذلك فقد حلت ألمانيا محل الولايات المتحدة في المعاملات التجارية، وأصبحت الآن أعظم الدول التي تستورد القطن من تلك البلاد وهي فوق ذلك تستورد النيكل والزيت بمقادير هائلة منها
ويتسع نفوذ الألمان كذلك في شيلي، ولا شك أن وجود خمسة وعشرين ألف ألماني في هذه المملكة يجعل لها تأثيراً كبيراً من الناحيتين السياسية والتجارية
وقد اصبح أكثر ضباط الجيش في بوليفيا من الألمان، وقد أرسلت ألمانيا إلى بوتسدام ثلاثة من الضباط للتمرن على الأعمال الحربية الحديثة بها
أما الفاشيست فقد أخذوا يزاحمون البضائع الإنجليزية في الأرجنتين بعد أن كانت بغير مزاحم، وفي شيلي تلاقي الآلات والعدد الإيطالية رواجاً عظيما
أما بيرد فهي أكثر المناطق الأمريكية اتصالاً بإيطاليا، ويقدر ما يسخر فيها من الأموال