المطبوعات هي وعشرات غيرها من المذكرات والمستندات والخطابات التي لم تظهر للعالم. ولم يغرب عن البال قصة الخطابات التي خلفها القصصي المشهور شارلز دكنز، فقد أرسلت مسز بيروجيني ابنة الكاتب الكبير إلى برنارد شو تستشيره في أمر هذه الخطابات التي عانت أمها كثيراً في سبيل المحافظة عليها وبقائها بغير تلف. فأجابها شو بضرورة إرسالها إلى إدارة حفظ المطبوعات في المتحف البريطاني، لعل أحدا من الكتاب يحتاج إلى شيء منها للكتابة عن أبيها، وقد استمعت مسز بيرجيني لهذه النصيحة، ولكن هذه الخطابات بقيت في مكانها من المتحف دون أن تمسها يد أو يطلع عليها إنسان إلى أن مات آخر أبناء دكنز.
ويسري قانون حفظ المطبوعات على المؤلف في إنجلترا طول حياته، ويستمر إلى ما بعد وفاته خمسين عاماً. إلا أن مذكرات رجال السياسة والأوراق الرسمية التي لا تسري عليها القوانين العامة قد تبقى أربعة أجيال أو خمسة بعد وفاة أصحابها إذا قدر لها ظهور في يوم من الأيام
أما الكتب والروايات المألوفة التي يشتبه فيها لسبب من الأسباب، فلها قسم آخر وبعضها منع ظهوره للجمهور والبعض الآخر حدث منه الأجزاء التي لم يسمح بها مثل كتاب قوس قزح وليدي شاترلي لد. هـ لورنس ودراسات في سيكلوجية الجنس لهفيلوك إليس، ومن الأعماق لأوسكار وايلد
وقد أخذت النسخة الأصلية من الكتاب الأخير لعرضها على المحكمة في ظروف قضائية معروفة، ولكنها لم تظهر بعد للجمهور، أما النسخة المتداولة من هذا الكتاب فقد حذف منها الشيء الكثير
سياسة المحور في أمريكا الجنوبية - عن فورتنايتلي
لم تكن سياسة المحور في أمريكا الجنوبية بالشيء المجهول، فلألمانيا وإيطاليا صلة قديمة بهذه البلاد، إلا أن المحاولات الاقتصادية والسياسية التي ظهرت أخيراً، لم تعرف لبريطانيا العظمى إلا في هذه الأيام.
فمع الحملات التي تقوم بها ألمانيا وإيطاليا ضد الاشتراكية، نراها تعمل لتقليل الثقة بديمقراطية بريطانيا وتجاربها في الأسواق التجارية حرباً لا هوادة فيها.