للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله في غازي رحمه الله: (فتى تنبت الآمال من غيث كفه) أليس إعادة لأقوال المتقدمين يوم كانوا يتمدحون بالكرم ويوم كان الغيث حياتهم في الجزيرة، وتتمة البيت (فلله ما أولى ولله ما أسدى) أليس كلاماً فارغاً، وتشبيه تلال الصحراء بالجمال أعن حسن كان وعلم؟ أفي رحبة وزارة المعارف حيث يقيم الأستاذ، أم في شوارع القاهرة رأى هذه الجمال (التي لا تساق ولا تحدي) أي ولا يحدي بها. . . وكيف رأى في ثنايا وجه فيصل الصغير الوديع (الأسد الوردا) مع أنه لم يشاهد في حياته أسداً إلا محبوساً في قفص الحديقة؟ وقوله في الختام: (سلام على غازي سلام على الندى، إذا ما بكى من بعده الترب والندى)، أيعد له في باب التقليد والجمود شيء؟ أي ندى وأي ندّ يا سيدي إليك؟

فمن أين يستطيع المدرسون اتباع رأي الأستاذ أحمد أمين وإمامهم الجارم بك هذه حاله وهذا مقاله. وأنى لوزارة المعارف أن تحرر الأدب وتعلو به في مدارج العلا وهؤلاء السادة يمسكون بتلابيبها أن تتزحزح أو تريم؟

(بغداد)

ع. ط

تاريخ البيمارستانات في الإسلام

هذا عنوان الكتاب الذي أخرجه العالم المصري أحمد عيسى بك، وقد نشرته جمعية التمدن الإسلامي بدمشق ووقفت (ريعه على المشاريع الخيرية). والكتاب غزير المادة يعرض نشأة البيمارستانات (أي المستشفيات) ونظامها وأطبائها وأرزاقها، وما تحت ذلك من شئون الطب والصيدلة مما يتصل بالتحصيل والمعالجة ومراقبة أهل الصناعة. ويلي ذلك إثبات البيمارستانات في البلاد الإسلامية المختلفة على وجه التفصيل منذ العهد الأول حتى العصر الحاضر، أي حتى إنشاء مستشفى أبي زعبل بضاحية القاهرة سنة ١٨٢٥

وفي الكتاب أخبار وفوائد لم تدوَّن في المؤلفات السابقة، إذ أخرجها المؤلف من الكتب التي لا تزال مخطوطة نحو تاريخ حكماء الإسلام لظهير الدين البيهقي، وكتاب قطف الأزهار في الخطط والآثار لأبي سرور البكري

وفي الكتاب مسرد للبيمارستانات؛ وكان يحسن بالمؤلف العالم أن يقيم مسرداً آخر للأطباء

<<  <  ج:
ص:  >  >>