وآجل الخلود. ثم وازنوا بين متعة الجسم ولذة الروح، وتجدوا أن الأولى تنقضي بالملل والعلل والجريمة، والأخرى تدوم بدوام الروح في الأرض وتخلد بخلودها في السماء
يا أغنياءنا - والله هو الغني الحميد - لقد بح الصوت وحفي القلم وأنتم في نشوة البطر وغفوة النعيم لا تسمعون ولا تقرءون! فهل تظنون أننا بما نقول ونكتب نريد أن نخرجكم عن متاعكم، أو نحولكم عن طباعكم؟ لا يا سادتنا! إن ذلك عمل الله وحده؛ أما عملنا فأن نذكركم كلما نسيتم أن لكم مواهب تهملونها وللوطن في استغلالها نصيب، وأن لديكم أموالاً تبذرونها ولله في ريعها حق؛ وأن ننبهكم كلما غفلتم إلى أن هزل الحياة لا ينفع في جد الموت، وأن ملك الدنيا لا يغني عن ملك الآخرة!