الإنسان قيمة الطبيعة وإلى شغل عقله بالبحث فيها حتى يهتدي إلى مفاتيح تسخيرها ويبرأ من عبادة ظواهرها وقواها ويعبد بارئها فقط. وقد نجحت النبوات نجاحاً باهراً في ذلك وأنقذت الإنسان الذي يسكن الجزء الأهم في الأرض وجعلته هو صاحب السيادة والسيطرة فيها، وجعلت الأمم الوثنية خاضعة له، أو ناظرة إليه وتابعة لخطواته. فلم يعد هناك حاجة إلى بعث رسل مؤيدين مكلمين من السماء لأن مجال الدين صار واضحاً وصار التدين مقررا بالعلم لأن العلم كشف في القلب الإنساني منطقة لا غنى لها عن الدين. والخلاف الآن على الطقوس المختلفة في الديانات فقط. وسيكون أقرب هذه الأديان إلى الفطرة والسبيل العلمية هو دين الإنسانية القريبة الموحدة