الباب حتى ردني إليه فقال: أتدري ما في الرقعة؟ قلت: لا. فنبذها إليّ وقال: اقرأها. فقرأتها؛ فإذا فيها: عجبت لقوم فيهم مثل هذا كيف ملكوا غيره؟! فاحتدمت غيظاً، وصحت مرتجفاً: يا أمير المؤمنين، والله لو علمت ما فيها ما حملتها! وإنما قال هذا، لأنه لم ير أمير المؤمنين! فضحك عبد الملك وقال: أتدري لم كتبها؟ قلت: لا. قال: حسدني عليك فأراد أن يغريني بقتلك! ولكن خاب فأله! فاذهب لا بأس عليك!
وقد نبل الشعبي في عبد الملك وجلت مكانته، فبالغ في إكرامه وتقريبه منه، حتى كان أول من يدخل إليه وآخر من يفارقه! وصفوة القول: أن الشعبي في دولة عبد الملك هو الأصمعي في دولة الرشيد.