للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لها أحجاماً ثابتة؛ فبلورة ملح الطعام قد تكون في حجم الجزيئة وقد تكبر حتى يزيد حجمها على حجم الكرة أو أكثر من ذلك فهي ليست ذات حجم ثابت خاص

صحيح أن أشكال الكائنات الحية في تغيّر وتحول مستمرين بحكم ناموس التطور، وهذه الحقيقة عينها هي أنصع دليل على وجود الفرق بين تلك الكائنات وبين الجمادات. والذي نعرفه ويعرفه معنا الأستاذ هو أن شكل الفرس بل وحجمه أيضاً قد تغيرا كثيراً عما كانا عليه قبل ملايين السنين. ومثل الفرس الفيل وغيره من أنواع الحيوان، ولكن العلم لم يحدثنا بأن بلورة الملح قد تغير حجمها أو شكلها منذ أن وجد الملح على هذا الكوكب. وأما القول بأن البلورات المعدنية الصرفة (تستطيع) إذا (غطست) في سائل مشبع من مادتها أو فوق المشبع أن تنمو فتعيد الجزء المصاب إلى حالته الطبيعية فهو دليل آخر على وجود الفرق بين الأحياء والجمادات، وإلا فأي معنى يبقى للفظة غطست إذا لم يكن كل معناها هو تضمن قوة خارجة عن البلورة تقرب بين ذراتها فتتصل ببعضها بمجرد فعل الألفة الكيميائية؟

والفرق واضح بين ما يجري في هذه الحالة وبين اندمال الجرح أو نمو العضو المقطوع بنمو خلايا الجسم الحي من الداخل وبدون استعانة بقوة خارجية ظاهرة

تغذي الأحياء والجمادات

والفرق واضح أيضاً بين تغذي الأحياء وتغذي الجمادات؛ فبينما تتغذى الأولى بتحويل المواد الأولية إلى مادتها العضوية تكتفي كمية الهواء بزيادة جزيئات حامض الكربنيك في حالتها الطبيعية إلى جزيئاتها، وليس لها في هذه العملية نصيب ظاهر ولا فائدة محسوسة. والذي يدعو إلى العجب حقاً أن يكون خير مثال عند الأستاذ لتغذي الجمادات (بالمعنى الحقيقي التام) هو ما يحصل من احتراق الوقود في الآلات الميكانيكية فإن هذه كما هو الحال مع كمية الهواء لا تستطيع تحويل مادة الوقود إلى حديد أو غيره من نوع العنصر الذي تتركب منه أجزاؤها، وأما أن يكون التفكير والقوى العقلية وما إليها من مصدر واحد فقط هو الطاقة الكيميائية الكامنة في مادة الغذاء فهو غلو لا نقر عليه أحداً

التنفس في الأحياء والجمادات

<<  <  ج:
ص:  >  >>