فهم يقولون إن إيطاليا تعد في المرتبة الثانية من الدول التي تمر في قناة السويس. فمن أين جاءوا بالبيانات التي يستندون إليها في هذا الزعم؟ من الإحصاءات المبينة على ذلك الظرف الاستثنائي الذي دعاهم إلى نقل آلاف من جنودهم البسلاء مجهزين بالمدافع والطيارات والأسلحة المختلفة لمحاربة الحبشة العزلاء عام ١٩٣٦ - ١٩٣٧، وعلى هذه الطريقة في الكذب تجري سائر الدعاوى والمزاعم التي يطلعون بها على العالم
إن قناة السويس التي نشأت فكرتها منذ قدماء المصريين، وفكر فيها نابليون بعد حملته على مصر، ثم مشروعها على يد رجل واحد هو المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس. لقد كان الخطأ الذي حال بين نابليون وبين تنفيذ هذا المشروع هو خطأ المهندس لابير الذي رأى أن هناك فرقاً بين مستوى الماء في البحرين يحول دون ذلك، وقد أصلح هذا الخطأ بتأثير دي لسبس وحده، إذ رفع مذكرة إلى محمد سعيد باشا حاكم مصر مؤرخة في ١٥ من نوفمبر سنة ١٨٥٤ ينفي فيها وجود الفارق المزعوم، مستنداً إلى تقارير قدمت إليه من مهندسين من الإنجليز لهم خبرة عظيمة ومهارة فائقة في هذه الشئون، فقاموا بقياس مستوى البحرين وكان لهم الشرف العظيم في نفي هذه الخرافة، والتوكيد بأن لا فارق بين مستوى البحرين
ومما يدعو إلى الضحك أن ينسبوا تأسيس القناة إلى مهندس إيطالي يدعى (نجرللي)، فتأمل عمل الدعاية في الانتفاع بهذا الاسم؟ مما لا شك فيه أن هناك شخصاً يحمل هذا الاسم كان ضمن الذين يعملون في هذا المشروع، ولكنه من أوستريا لا من إيطاليا، وقد كان يشغل وظيفة مهندس عموم السكك الحديدية بها، فعين في بعض الأعمال مع مهندس إنجليزي يدعى استيفنش فنسبته الدعاية إلى إيطاليا لأن اسمه نجرللي لا أكثر ولا أقل. وقس على ذلك سائر الدعاوى والأكاذيب
إن قناة السويس لم تنتفع بإيطاليا في حال من الأحوال، ولكن إيطاليا هي التي انتفعت بها في فتح الحبشة
هل في استطاعة ألمانيا أن تحارب - عن لالبر بلجيك
منذ سنتين - وإذا أردت التحديد في ١٢ مارس ١٩٣٧ كتبت مجلة ألمانية تقول: إن أهم