(أنا إحدى المعجبات بكتاباتك الفياضة بالروح. أتشرف بدعوتك إلى تناول الشاي في داري الواقعة. . . في الساعة الخامسة زوالية من عصر الثلاثاء القادم. أهلاً بك منذ الآن).
قرأتها ثانية وثالثة فأعجبتها، عند ذلك وضعتها في غلاف معطر وكتبت عليه: إلى الكاتب المحترم سمير النجوم - بواسطة مجلة. . . الغراء.
وحين استلقت على فراشها أرادت أن تقرأ الرسالة للمرة الأخيرة قبل أن تلتحف فتناولتها وتلتها بصوت عال كأنها تريد أن تتحسس موسيقى نبراتها فصدمتها منها الجملة الأولى (أنا إحدى المعجبات) لا. . لا لا. . يجب أن تكون هكذا (أنا معجبة ألخ. .) لماذا أتحدثإليه عن إعجاب الغير؟
ونهضت إلى مكتبها تعيد تبييض الرسالة وبعد هنيهة كانت تساورها الأحلام الجميلة. بعد ثلاث ساعات يأزف الموعد. كل شئ منظم بذوق سليم. الأواني، الطنافس، الوسائد، الصور، في وسط الغرفة رسم لها كبير يريك ثديها الأيمن تغطيه ملاءة حريرية شفافة، مجموعات الرسوم الفنية، الراديو غرامافون، السكاير، العطور. ما أعظمه يوماً في التاريخ.!
لم يبقى إلا ساعتان
لم يبق سوى ساعة ونصف!
ساعة واحدة فقط. . ثلاثة أرباع الساعة. . نصف ساعة. . ربع ساعة. . ما لقلبها يدق سريعا سريعا. .؟ ما لها لا تستطيع الثبات على المقعد. .؟ إنها تروح وتغدو كأن في صدرها ناراً تحركها. .
بقي عشر دقائق. . تسع. . سبع. .
وأحست بقلبها كأنه يريد أن يتحرك من مقره وبصدرها يعلو ويهبط. . وبأفكارها وأنظارها زائغة لا تستقر على قرار.
تن. . تن. . تن. . تن. . تن
دقت الساعة خمسة فطرق الباب على الأثر فهرولت تستقبل سعادتها المنتظرة.