هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأستاذ يستنتج من هذه الآراء نتائج غير صائبة. فيقول: إن السبب الطبيعي لنشوء الحياة هو حرارة الشمس، والأشعة البنفسجية التي كانت تبعثها في فجر الحياة. فلو سلمنا أن حرارة الشمس كانت حينئذ أشد منها الآن بمراحل - كما يقول الأستاذ - فإن هذا يدحض رأيه. فالحرارة الشديدة لا تساعد على نشأة الحياة وازدهارها، وإن كانت تساعد التفاعل الكيميائي. وذلك لأن البروتوبلازم (المادة الحية) يصاب بالضرر إذا اشتدت الحرارة كما هو معروف لكل من درس علم الأحياء. . . والواقع أن الشمس لم تتغير كثيراً منذ نشأة الكواكب السيارة، ومنذ ظهور الحياة على الأرض. فإن ثلاثة الآلاف من ملايين السنين ليست إلا يوماً في حياة الشمس):(النجوم في مسالكها تأليف السير جيمس جينز وترجمة الدكتور الكرداني)
ولو سلمنا برأي الأستاذ لتحتم أن توجد الحياة في بعض الكواكب السيارة الأخرى التي وقعت تحت نفس الظروف التي وقعت تحتها الأرض كالمريخ مثلاً. ولكن (يظهر أن احتمال وجود الحياة على المريخ أو على أي كوكب سيار آخر في المجموعة الشمسية لا يمكن أن يسمى احتمالاً قوياً)(النجوم في مسالكها السالفة الذكر)
ويخبرنا علم الجيولوجيا أن الحياة لم تظهر غالباً إلا بعد مدة طويلة من نشوء الأرض. وأقدم الحفريات (وهي بقايا الكائنات الحية الموجودة ضمن الصخور) يقل عمرها عن نصف عمر الأرض، أي إن الحياة لم تظهر غالباً إلا بعد انقضاء نصف الزمن الجيولوجي. وهذا يخالف ما يذهب إليه الأستاذ من أن الحياة نشأت حينما نشأت الأرض
وقصارى القول أن منشأ الحياة لا يقدر أحد أن يجزم بزمانه أو كيفيته. ولعل تقدم العلم - المبني على التجارب والحساب لا على الخيال - ينير لنا هذه المسائل. والسلام.
منير أمين ملطي
توحيد المصطلحات الطبية في العربية
وافق مجلس الوزراء على مذكرة لوزارة الخارجية قالت فيها: إن الجمعية الطبية المصرية طرحت موضوع (توحيد المصطلحات الطبية في اللغة العربية) على مؤتمرها الأخير الذي عقدته في أوائل سنة ١٩٣٨ في بغداد فأصدر قراراً اقترح فيه مقترحاً فصلت الجمعية