شرح تطور هذا النظام التعليمي في عصر محمد علي، فتحدث عن نشأة التعليم الحديث في مصر من ١٨١١ إلى ١٨٣٣ ثم عن إنشاء شورى وديوان المدارس وقد حقق تاريخ إنشاء هذا الديوان واختصاصه وكبار موظفيه تحقيقاً قال عنه أستاذنا شفيق غربال إنه (يصح أن يكون مثالاً لكيفية استخراج الحقائق التاريخية من الوثائق الرسمية)
ثم انتقل المؤلف إلى حركة التعليم في سنة ١٨٤١ والنهضة التعليمية التي جدت في السنوات الأخيرة من عصر محمد علي والتي كانت ترمي إلى تجديد الأساليب التعليمية وإلى نشر التعليم بين الأهالي. وفي الكتاب الثالث فصل المؤلف الكلام على معاهد الدراسة الابتدائية والتجهيزية والخصوصية ومناهج التعليم في مراحله الثلاث وخططه، وأتى بإحصاءات دقيقة لهذه المعاهد وعدد تلاميذها وكتب الدراسة بها طوال عصر محمد علي
وقد عنى المؤلف بالحديث عن البعوث العلمية فنقد نظامها وتحدث عن أوجه انتفاع البلاد بأعضائها، ثم سرد إحصاءات طريفة عن البعوث المختلفة في عصر محمد علي. وقد خصص المؤلف فصولاً ممتعة في الحياة المدرسية وكل ما تعلق بها. ثم أعاد بحث المسائل التي ابتدأ بها مستعيناً في نقده بما أورد في الكتب السابقة من التفصيل، فتحدث - في الكتاب الأخير - عن العلاقة بين التعليم القديم والتعليم الحديث ومدى تأثير كل منهما في الآخر وعلاقة الدولة والمجتمع بكل من التعليمين. وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب نقد المؤلف النظام التعليمي الحديث في عصر محمد علي مبيناً ما به من أوجه الضعف وأخصها إهمال التعليم الأول وضعف الصلة بين مراحل التعليم والمركزية في إدارة التعليم وضعف مناهج الدراسة. ثم انتقل المؤلف إلى بيان الصلة التي نشأت بين المدرسة المصرية والمجتمع المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر
ولم يختم المؤلف كتابه إلا بعد أن عقد فصلاً ختامياً تحدث فيه عن مدى نجاح النظام التعليمي الذي أنشأه محمد علي في مصر من حيث توجيه البلاد إلى التعليم الحديث واتصالها بالحضارة الأوربية وتوطيد زعامة مصر في الشرق العربي ونهضة اللغة العربية. وختم المؤلف كتابه بفصول إضافية في تاريخ المعاهد الخارجة عن النظام القومي كمدارس الجاليات الأجنبية والطوائف الدينية غير الإسلامية، وبصور عن بعض الوثائق الهامة كلوائح الدراسة وتقارير الامتحانات والتفتيش، وبنقد للمراجع التي رجع إليها، وبيان