من أساتذة الأدب بالجامعة المصرية، ولأغلاطه سناد من تلك الأستاذية، فهو يقدر على زعزعة الثقة الأدبية في أنفس طلبة الجامعة حين يريد، وذلك خطر لا نسكت عليه رعاية لما بيننا وبينه من أواصر الوداد
فإن بدا لهذا الصديق أن يغضب من هجومنا عليه فأمامه طريق الخلاص: وهو الانسحاب من ميدان الدراسات الأدبية إلى أن يعرف أن الأدب لا يؤرخ على طريقة الارتجال
ولعل هذا الصديق يرجع إلى نفسه في بعض لحظات الصفاء فيذكر أنه لم يخلق ليكون أديباً، وأنه لم يفكر في دراسة الأدب دراسة جدية إلا بعد أن جاوز الأربعين
لو رجع هذا الصديق إلى نفسه لعرف أنه لا يجيد إلا حين يشغل وقته بتلخيص المذاهب الفقهية والكلامية
ولو شئت لكررت ما قلت في الكلمة الماضية من أن موقفه في جميع أبحاثه موقف (المقرَّر) ولم يستطع مرة واحدة أن يكون من المبتكرين في الدراسات الفقهية والكلامية
وإذا كان هذا حاله في الفقه والتوحيد، فكيف يكون حاله في الأدب، والأدب يرتكز على الحاسة الفنية، وهي حاسة لم توهب لهذا الرجل قبل اليوم، ولن توهب له بعد اليوم، لأنها من الهبات التي لا تنال بالدرس والتحصيل؟
أحمد أمين ليس بكاتب ولا أديب وإن سودّ الملايين من الصفحات
فليس من الإسراف ولا التجني أن ندعوه إلى الانسحاب من ميدان الدراسات الأدبية. وسيرى كيف نقفه حيث وقفه الله فلا يزعزع الثقة بماضي الأدب العربي لتصح كلمة المفترين في ذلك الماضي المجيد
أُيحكم على العصر العباسي بالفقر والخمود من أجل قالة خاطئة يتنفس بها أحمد أمين؟
أُيهدم ماضينا الأدبي بمحاولة رجل محروم من الذوق الأدبي؟
إن ذلك لا يقع إلا يوم يصح أن المصريين تنكروا لماضي اللغة العربية مرضاةً لمواطن عزيز يسره أن يتطاول على الأدب وهو غير أديب
وأغلب الظن أن المصريين يؤذيهم أن يقع ذلك وهم ينفقون الملايين من الدنانير كل عام في سبيل إعزاز الأدب العربي
والجامعة المصرية أمرها عجب!