فتى إلى جانبها يتدفق الشباب في برديته ويلتهب بحمرة الورد خداه قد أجلس على ركبتيه فتاة في مثل تهاويل الزهر قد أسبغت عليها الجنة جمال أنوثة الدنيا وبهاء الملائكة، ينظر إليها وترنو إليه. . . وبدا لي أنهما لم ينتبها لي كأن بيني وبينهما آفاقاً بعيدة، فصحت مسلماً فنهضا وسلما. . . فقلت إن شعرك يا قيس ظل يتلى حتى قامت الساعة وأنا أعرفك من شعرك. فرحب بي وسهل، واقترحت ليلى أن توصلنا السابحات إلى عين السلسبيل، وقال قيس: سيكون العشاق لك ندامى وسترقص لك وتغني حور عين. وعلى شاطئ النهر دارت بنا كؤوس من زبرجد أخضر نعب منه خمراً لذة للشاربين، وأفعمت حورية أفئدتنا بصوتها السماوي الساحر، ولعبت الراقصة بقلوبنا برقصها المائس الباهر. وتلبثت وقتاً بينهم في بلهنية وخمر. ولما تعالم العشاق إزماعي الرحيل عن حيهم ألجموا إلي فرساً من نور طفت بها أحياء الجنة والملائكة حولي تهتف: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.