الصناعي، وحرية الفكر الصناعية، والديمقراطية الصناعية. . . الخ
فليس إذاً (التحايل) الذي جعله الأستاذ مقوم الدين الصناعي ومكوناً لأهم جزء من ماهيته خاصاً (بالدين الصناعي) ولا يتحتم أن يكون مصدره صاحب العمامة الكبيرة والقباء اللامع والفرجية الواسعة الأكمام، ولا من يتناول الأبحاث اللغوية أو يشرح التآليف، بل يصح أيضاً أن يكون صاحب البحث العلمي الحر أو من يهيم بأدب الإغريق وفلسفتهم أو خطيب المحافل السياسية
وإذا فالدين الصناعي ليس هو الظاهرة الاجتماعية التي يجب أن تعالج، ولا صاحب العمامة الكبيرة هو الملوم في إحداث هذه الظاهرة، وإنما الذي يجب أن يداوى هو (التحايل والاحتراف) بأي موضوع من موضوعات الثقافة: الدين أو العلم أو السياسة الخ. والملوم في ذلك هو جهل الأمة، وعدم استطاعتها وضع مقاييس صحيحة للقيم الرفيعة.
ولما لم أتبين الظاهرة الاجتماعية التي، ربما، أراد الأستاذ علاجها في (الدين الصناعي) وحده كما لم أنجح في تكوين طابع علمي لمقاله هذا، غلب على ظني أن الأستاذ ربما أراد أن يمتع قراءه بقطعة أدبية، وأن يهيئلهم لذة نفسية من وراء جمالها الرائع، وكثيراً ما يكون ذلك مقصد الأديب في الشرق.
والأستاذ أحمد أمين فوق ما له من الأبحاث العلمية والاجتماعية أديب وفنان!