والطول) فماجوا وهاجوا وتقبلوا وصرخوا والشيخ يضحك، حتى إذا تأكد من النصر أراد أن ينتقم فاسكت التخت وسكت، ثم نزل وصرح للمتعهد بأنه يرغب في السفر والعودة إلى مصر بعد (يومين) لأنه قصير لا يحسن الغناء. ولا تسل عما حصل من الشفاعات والتوسلات
ولكن الشيخ رحمه الله كان ظريفاً خفيف الظل وقد أراد أن يلهو ويضحك فكلف المتعهد أن يأمر السامعين بكتابة (يفط) بهذا الشكل حرفياً (الشيخ سيد الصفتي طويل. . . الإمضاء) فنفذ الأمر في الصباح واجتمعت لدى الصفتي كل وسائل البهجة والسرور، فاستمر خمس سنوات لا يستريح فيها ليلة واحدة اكتسب فيها الآلاف. فلما رجع إلى مصر لم يرجع (بمليم واحد منها). كان في أخريات أيامه يعيش عيشة فلسفية زاهدة في كل شيء فلم يكترث (كغيره) لأن محطة الإذاعة تناسته وأهملته، بل كان يحيا حياة الأسرة الهادئة: حياة الرجل الذي شبع وشبع حتى مل كل ما يتهافت الناس عليه
لقد فُني سيد كما فُني غيره، لكن فنه سيبقى لأنه من الخلود نشأ وإلى الخلود انتهى. . .