أفروديت. أليست تظهر فجأة كأنها موجة من موج البحر؟ طوراً أثقل؛ وطوراً أخف من جسمها، تثب كأنما تفصل عن صخرة، ثم تسقط في هدوء. . . هي الموج.
أركسيماك - مهما يكن من شيء فان فيدر يزعم أنها تصور شيئاً.
فيدر - ماذا ترى يا سقراط؟
سقراط - في أنها تصور شيئا؟
فيدر - نعم. أترى أنها تصور شيئا؟
سقراط - لا شيء أي فيدر العزيز. ولكن كل شيء أي اركسيماك - تصور الحب كما تصور الحياة نفسها وكما تصور الخواطر والآراء. . . إلا تشعران بأنها خلاصة التحول؟
فيدر - أي سقراط الملهم انك لتعلم أي ثقة ساذجة نادرة قد توثقت بنورك الذي لا نظير له منذ عرفتك. لا أسمعك إلا صدقتك، ولا أصدقك إلا استمتعت بنفسي التي تصدقك. ولكن القول بان رقص اتكتيه لا يصور شيئاً ولا نكون فوق كل شيء صورة لقوة الحب وظرفه قول لا أكاد أطيق الاستماع له.
سقراط - لم اقل - إلى الآن شيئاً يبلغ هذه القسوة! - أيها الصديقان إني لا أزيد على أن أسألكما ما الرقص، وكلاكما يظهر علماً بالجواب، ولكنكما تعلمانه على اختلاف بينكما! أحدكما يقول إن الرقص هو ما هو، وانه ينحل إلى ما ترى أعيننا هنا. والآخر يؤكد انه يصور شيئا، وإذا فليس هو كله في نفسه وإنما هو في أنفسنا قبل كل شيء. أما أنا أيها الصديقان , فما زلت احتفظ بشكي كاملا!. . خواطري كثيرة، وليس هذا علامة خير!. . . كثيرة مختلطة ومزدحمة حولي على السواء. . .
أركسيماك - أتشكو من الثروة!
سقراط - إن الثروة تضطر إلى السكون، ولكن رغبتي حركة يا اركسيماك. . . أنا محتاج الآن إلى هذه القوة الخفيفة التي تمتاز بها النحلة، كما تمتاز بها الراقصة. . . يحتاج عقلي إلى هذه القوة، وهذه الحركة المركزة اللتين تعلقان الحشرة فوق جماعة الزهر وتجعلانها حكما ناطقا فيما بين رحيقها من اختلاف. وتقدمانها كما تحب إلى هذه أو إلى تلك، إلي هذه الوردة البعيدة بعض الشيء وتسمحان لها بان تمسها أو تتركها أو تمعن فيها. . . هي تنأى فجأة عن الزهرة التي فرغت من حبها. ثم تعود إليها إذا أحست الندم لأنها تركت فيها