للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أصحابها الدقة في إيرادها، فجاءت في الغالب مهوشة ناقصة. والثانية أن البعض الآخر من هذه المصادر، وهو أغلبها، قد كتبه الخصوم وأوردوا فيها آراء الزنادقة بعد أن أدخلوا عليها شيئاً غير قليل من التبديل والتغيير، بما يوافق أغراضهم في الخصومة والحجاج، ومما يتلاءم مع الإلزامات التي يريدون أن يستلخصوها منها. ولهذا يصعب على الباحث أن يتبين أقوال الزنادقة الحقيقية وأن يعرف كيف كانوا يوردونها

ومن أجل هذه الصعوبات مجتمعة كان الباحثون من المستشرقين يقتصرون على دراسة ناحية صغيرة من نواحي الزندقة، أو واحد من كبار الزنادقة الذين يستطيعون أن يجدوا منهم في المصادر شيئاً. ولم يستطع واحد منهم حتى هذه الأيام الأخيرة أن يكتب بحثاً شاملاً لهذه الحركة يتناولها من جميع نواحيها

فعن صالح بن عبد القدوس ألقى جولد تسيهر بحثاً قيماً في المؤتمر الدولي التاسع للمستشرقين سنة ١٨٩٣. ثم من بعده كتب ا. كريمسكي رسالة صغيرة (في ٦٥ صفحة) بالروسية عن أبان ابن عبد الحميد اللاحقي طبعت في موسكو سنة ١٩١٣. وكان ابن المقفع خصوصاً موضوعاً لدراسات عدة أشهرها ما كتبه عباس إقبال في كتابه (شرح حال عبد الله بن المقفع، فارسي) وهو مكتوب بالفارسية؛ ثم فرنشسكو جبرييلي في مقاله المنشور (بمجلة الدراسات الشرقية) سنة ١٩٣٢ بعنوان (مؤلفات ابن المقفع) وهو أحسن بحث كتب عن ابن المقفع حتى الآن. وقد أثار بحثين آخرين كتب أولهما كارلو ألفونسو نلينو في المجلة نفسها بعنوان (تعليقات على ابن المقفع وابنه) وكتب الثاني الأستاذ بول كراوس في المجلة عينها سنة ١٩٣٣ تحت عنوان (حول ابن المقفع) وقد ترجمنا هذه البحوث الثلاثة وربما أتيحت لنا فرصة قريبة لنشرها أو للتحدث عنها. وبعد أن كتب جبرييلي مقاله ظهر بحث عن ابن المقفع كتبه رشتر وكانت أفكاره فيه أجرأ وأصرح من أفكار جبرييلي في مقاله

ونحن قد أشرنا من قبل إلى المقال الذي كتبه الأستاذ كراوس عن ابن الراوندي بمناسبة الفقرات التي عثر عليها في (المجالس المؤيدية) مأخوذة من كتاب (الزمرذ) لابن الراوندي. وهو مقال طويل (في ثمانين صفحة) مملوء بالمعلومات؛ وهو حتى الآن أحسن بحث كتب عن ابن الراوندي، وقد ترجمناه أيضاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>