وإذاً لكي نصل إلى مبادئ وأحكام صحيحة، يجب أن نسائل هذا وذاك، لا نخص بحثنا بأمة دون أمة ولا بجنس دون جنس، ولا بعصر دون عصر. يجب أن نجمع شهادات كل الضمائر التي لها قيمتها، وأن نبحث لنفهم نفسية الأفاضل والأبطال والحكماء ثم نعمل التحقيق غير المتميز في كل هذا المجموع من الآراء الأخلاقية لنعد بذلك العقيدة الأخلاقية غير المغرضة على طريقة (المروحة) حسب تعبير (روه - نفسه، وإذا يكون القانون والمثال الأعلى الأخلاقي هو نقطة الانتهاء لطرق متعددة متنوعة.
هذه هي الطريقة الحية المنتجة التي أرى أنه باتباعها نصل إلى تقرير حقائق أخلاقية صالحة لكل العقول، وإلى تعرف المثل الأعلى الأخلاقي الذي يقبل من كل الضمائر المستقيمة والإرادات الطيبة في كل البيئات والعصور.
إلى هنا انتهيت مما أردت بحثه، ولم يبق إلا أن أتوجه بالشكر لله تعالى، وإلى حضرة الأستاذ الجليل صاحب (الرسالة)، وحضرات القراء الذين تفضلوا بتشجيعي على جهد المقل برسائلهم وكلماتهم الطيبة. وأخص حضرة الباحث الجليل الأستاذ نصيف المنقبادي الذي لا أجدني أهلاً للثناء الذي وجهه إليّ بعدد (الرسالة) الغراء رقم ٣٠٣ في ابتداء الكلمة القيمة التي بحث فيها غريزة الخير والشر من الناحية البيولوجية أي من ناحية أصلها ونشأتها وتطورها وذلك غير الناحية التي حاولت بحثها.
وإلى اللقاء بعد العودة من فرنسا إن شاء الله تعالى في أول العام الدراسي الآتي.