والمعيشة وينافسونهم في الأعمال الصغيرة مما لا يقبله الفرنسيون
ومن الإحصاءات الفرنسية لسنة ١٩٣٦ المعدلة في ١٩٣٩
أن عدد السكان الفرنسيين في تونس يبلغ ١٠٨٠٠٠ فرنسي وعدد الإيطاليين ٩٨٠٠٠ إيطالي وقد تجنس بالجنسية الفرنسية من السكان الإيطاليين ١٦٠٠٠ نفس
وقد اتخذت فرنسا تدابير قوية ضد الأعمال السرية التي تقوم بها إيطاليا، فوضعت الحراسة الحربية على الطرق والكباري والمرافق العمومية، وقد قامت بعدة تجارب لصد أية محاولة من قبيل إيطاليا في صقلية وفي ألبانيا أخيراً، وقد زرع خليج تونس بالرجال والمعدات الحربية على طول الطريق ووضعت مضادات الطيارات في جميع الأنحاء
وبدأت فرنسا تحصي عدد العمال الإيطاليين في تونس وتراقبهم. وقد استبدل بالإيطاليين الذين كانوا يشغلون مراكز كبيرة غيرهم من الفرنسيين. إذ أن الإدارة الفرنسية تعتقد أن عشرين ألفاً من الإيطاليين أي ٢٠ % منهم فاشست عاملون. أما الباقي فينتسبون إلى صقلية ويعيشون في تونس منذ أربعة أو خمسة أجيال ولم يحدث منهم ما يكدر السلام؛ وهؤلاء سيبقون مدة الحرب على ما هم عليه
وما زالت فرنسا تزيد في استعدادها، وقد أنشأت خطاً حديدياً يمر من الجزائر إلى تونس وهي على استعداد وتأهب لمقابلة الحرب في أي وقت
فمهاجمة تونس على هذه الحالة تعد نوعاً من المجازفة والجنون
بحث في مشكلة المستعمرات
(عن (ذي جورنال أوف رويال سوسايتي أوف أورتس))
مسألة المستعمرات من المسائل التي تتعارض فيها رغبات الأمم الديمقراطية: إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة، مع رغبات الدول الثلاث المتحدة: ألمانيا وإيطاليا واليابان. وحجة هؤلاء هي أن دول الديمقراطية تملك من المستعمرات ما يكفيها ويفيض عن حاجتها، بينما هي لا تملك ما يسد عوزها
فالمشكلة في هذا الموضوع هي المشكلة الأبدية بين الذين يملكون والذين لا يملكون، مشكلة الراضين المكتفين والمحتاجين المتبرمين