مستخلص من كتاب الباحث (العرض عند عرب الجاهلية)) ومما نلاحظه على هذا البحث أن الكاتب يقول: (ولا شك أن القبيلة بنو أب واحد من حيث تحتمل تجمع أسر أرومتها واحدة - ص ٨٥ - وهو في هذا الكلام يستند إلى المخصص لابن سيده. ولكنا على الرغم من ذلك نلاحظ جواز أن تكون القبيلة منشؤها اجتماع عدة بطون وأفخاذ من قبائل مختلفة (ابن حزم نقلاً عن الفهرست لابن النديم ج ٣ ص ١٨٧) والمراجع العربية تروي أن قبائل تنوخ وغسان والعنق تكونت من شتيت البطون التي تناثرت في الصحراء من القبائل العربية التي تفرقت بعد تركها مواطنها في الجنوب (الفهرست ج ٣ ص ١٨٧ وكذا لنا علم الأنساب العربية ص ١٣ - ١٤)
أما المبحث السادس فوقف على (تاريخ لفظة شرف) ومطالعات الباحث في هذا المبحث جديرة بالنظر فيها والتأمل في مواطنها لقيمتها. والبحث السابع والأخير فمن تحقيق في (بعض) الاصطلاحات) وملاحظاته في هذا المبحث قيمة
هذا هو كتاب (مباحث عربية) وهو كتاب فريد في موضوعه وفي نهج بحثه وفي منحى تحقيقه؛ يدل على أن صاحبه صاحب ذهنية علمية متزنة يتصدى للموضوعات على أساس من التقصي للأصول والفروع مع دراية تامة بأساليب البحث. والمآخذ التي أخذها على أهميتها لا تنال من قيمة البحوث ولا من الجهد العلمي المبذول فيه. والواقع أن الدكتور بشر فارس حمّل اللغة العربية بكتابة هذا بحثاً جدياً في مسائل اجتماعية وأخرى لغوية على أساس من التحقيق العلمي ومن الطريقة العلمية الصحيحة. وتنظيم الكتاب يدل على ذوق فني وعلى تمكن من أساليب التنظيم العلمي والأخذ بسبل التبويب الصحيحة، ولا شك أن الدكتور بشر فارس بكتابه هذا شق الطريق للبحث العلمي الجديّ ولو لم يكن له غير هذا الجهد لكفى ذلك التقدير