لِلَّذِي وَدَّنا الموَدَّة بالضِّعْ ... فِ وفضْل البادي به لا يُجازَى
لو بَدَا ما بنا لكم ملأ الأرْ ... ضَ وأقطار شامها والحجازا
فعجب الفتى من حذقها وحسن جوابها وجودة حفظها، فازداد كلفاً بها وقال:
أنت عذْرُ الفتى إذا هتك السَّ ... تْرَ وإن كان يوسف المعصوما
فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز، فاشتراها بعشر حدائق، ووهبها له بما يصلحها، فأقامت عنده حولا ثم ماتت، فرثاها، وقضى في حاله تلك، فدفنا معاً، وكان من مرثيته لها قوله:
قد تمنَّيْتُ جنة الُخْلدِ للخلْ ... دِ فَأدْخِلْتُها بلا استئهالِ
ثم أخرجت إذ تطمعت بالنع ... مة منها والموت أحمد حال
فقال أشعب الطامع: هذا سيد شهيد الهوى، انحروا على قبره سبعين بدنةً، وقال أبو حازم الأعرج المدني: أما محبٌّ لله يبلغ هذا؟
وأنا أقول: جزى الله عمر بن عبد العزيز عن ذينك المحبين خير الجزاء