أحدهما في مساجد الروضة باسم زاوية المشتهى (ج ١٨ ص ١٤) فنقل عبارة المقريزي والسيوطي ثم قال (وفي زماننا هذا يعني سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، الزاوية المذكورة مشهورة بزاوية الشيخ الكازروني وموضعها غربي سراية الخديو إسماعيل وبنتها سعادة والدة باشا والدة الخديو المذكور، وأقام بها الشيخ علي القشلان أحد المشاهير من رجال الطريقة القادرية ومعه سبعة دراويش ورتبت بها مولداً سنوياً، وفي كل شهر ثلاثمائة قرش ديوانية ورتبت لها من الشمع والبن والفحم والزيت ما يلزم لها يوميا). والثاني في كلامه على الربط (ج٦ ص٥٣) فذكره باسم رباط المشتهى ونقل عبارة المقريزي المتقدم ذكرها ثم قال (وهذا الرباط يعرف اليوم بجامع المشتهى وقد ذكرناه في كتابنا المسمى مقياس النيل فارجع إليه إن شئت) انتهى. قلنا لم نر أحداً يعرفه النوم بذلك بل هو معروف بزاوية الكازروني كما ذكر في عبارته الأولى. وقد زرنا هذه الزاوية فرأيناها تلاصق السور الغربي لقصر الخديو إسماعيل وحديقته، وكان القصر بينها وبين النيل، ولا ريب في أنها بقية الرباط وأن سائره كان ممتداً في جزء من موضع القصر حتى يكون مطلاً على النيل كما ذكروه عنه في التواريخ، والباقي من هذا القصر الآن أطلال ماثلة شرقي الزاوية وفي حائطها الجنوبي قبة مدفون بها الكازروني، وعلى قبره تابوت من الخشب مغطى بستر أخضر من الجوخ عملته له أم الأمير حسين ابن الخديو إسماعيل، وفي الجانب الغربي من هذا الستر رقعة حمراء مكتوب فيها بالبياض (هذا مقام سيدي محمد الكازروني) وفي جانبه الشرقي رقعة مثلها مكتوب فيها (جددت هذا الستر دولتلو فادن أفندي والدة دولتلو حسين كامل باشا ثاني نجل حضرة الخديو حالا ١٢٨٩) انتهى بنصه ورسمه. وليس بالزاوية اليوم إلا خادم واحد وأما الشيخ علي القشلان القادري شيخ صوفيتها فقد دفن في الإيوان الشرقي بالزاوبة القادرية المسماة قديماً بالزاوية العدوية والمعروفة الآن بجامع سيدي عُلَيّ (بالتصغير) خارج باب القرافة، وقد فصلنا الكلام على هذا الجامع وما به من القبور في ص ٢٩ - ٣٨ من رسالتنا (اليزيدية ومنشأ نحلتهم) ولما زرناه وقت تأليف الرسالة سألنا خدمته عما يعرفونه عن هذا الشيخ فأخبرونا أنه الذي كان مقيماً بالمنيل في زاوية الكازروني ومات من نحو خمس وأربعين سنة.
وموقع هذه الزاوية في وسط الجزيرة بقرب شاطئها الشرقي، وكان المتنزه المسمى