وفيها القديم والجديد فيها المنقول عنا كما قلنا وفيها المنقول عن زنوج أمريكا كرقصة (الرومبا) وهي قريبة جداً من رقصة (شنجا) التي يرقصها العبيد والتي يسميها العامة من المصريين (شنجه رنجه). . .!
وأهم ما يلاحظ في هذه الرقصات كثرة اللف، والدوران، والحركة. والطابع الذي تمتاز به هو طابع النشاط والرياضة العنيفة أحياناً كرقصة الدانس سوربوانت وتقف فيها الراقصة طول الوقت على أصابع القدمين. . .!
على أن هناك رقصات داعرة ماجنة تشمئز منه الأخلاق، وتنفر منها التقاليد كرقصات البج آبل. اللانسييه والكاردييه وتكون فيها البطن فوق البطن والصدر فوق الصدر والفم قرب الفم وتلعب فيها الحيوانية دوراً كبيراً ولا يقوم بها إلا الشباب والشواب الذين يفيضون بالحيوية الكاملة، وبالجرأة المستهترة وبعدم الاكتراث بما يقال أو يثار وتحرم هذه الرقصات بعض الشعوب الأوربية كالإنجليز
أما الرقص الشرقي والمصري الحديث ونعني بالحديث الذي نراه في هذا العصر فلا يخرج عن الرقص الإيقاعي الذي أدخلته وزارة المعارف في برامج مدارس البنات ورياضة الأطفال وهو رقص بديع أشبه بالألعاب الرياضية منه بالرقص، والرقص البلدي ويقوم به عامة الشعب وبخاصة من طبقة الصعايدة (والفتوات) وهو أشبه الأشياء برقص الحصاد الذي كان يؤدى في الزمن المصري القديم ويمتاز بعزف (الوحدة الثابتة)
وأما رقص الراقصات المصريات والشرقيات فلا شيء فيه من الفن أبداً، ولا غاية من ورائه، ولا غرض من أدائه إلا إرضاء الرجال والاستحواذ على (جيوبهم وقلوبهم)!
فالجمهور لا يصفق للراقصة ولا يشتد ويغالي في تحيتها والإشادة باسمها إلا بقدر ما وُهبت من جمال، وبقدر ما تتمتع به قامتها السمهرية من اعتدال، وبقدر ما توزع من بسمات، وبقدر ما تمنح من لثمات!. .
فالرقص هنا لا يعتمد على فن أو ذوق أو رياضة، وإنما يعتمد على هز الصدور، ورج البطون، واستفزاز أحط الغرائز، وتنبيه (الحيوانية) تنبيهاً عنيفاً صاخباً يدفع الموظف الفقير إلى سرقة مال الحكومة ليتمتع ولو على حساب مستقبله وبيته وأولاده، ويحمل الفلاح الذي حصل أمواله أن يبددها ويصرفها ولو خرب بيته وطلقت زوجه، وشرد بنوه