باسم جامع الفخر في كلامه على جوامع القاهرة عامة في حرف الفاء، والثاني في ص٦٩ من هذا الجزء في حرف القاف باسم جامع قايتباي بالروضة، والثالث في الجزء الثامن عشر ص١٣ في كلامه على جوامع الروضة خاصة وقال في الموضع الثاني عن الحريق الذي وقع به ما نصه (ثم بعد مدة جدد ما احترق منه وأقيمت شعائره إلى الآن وكان يعرف أيضا بجامع السيوطي لإقامة الشيخ جلال الدين السيوطي فيه أيام نزوله بالروضة) انتهى.
قلنا وقد وصلنا في هذه المرحلة إلى ان مسجد قايتباي كان يعرف بجامع السيوطي لنزوله فيه أو لتردده عليه بسبب سكناه بجواره وإذا رجعنا إلى مترجمي هذا الإمام نراهم متفقني على إقامته في أواخر أيامه بالروضة ووفاته بها بعد أن مرض أسبوعاً وصرح الأسدي في طبقات الشافعية بوفاته سنة ٩١٦ بالروضة بالمشتهى وعلى هذا فمسجد قايتباي والأماكن المجاورة له كانت داخلة في حين هذا المتنزه أيضاً وكذلك ما بينها وبين زاوية الكازروني من المواضع غير أن قول الأسدي كما يحتمل أيضاً أن يكون مراده بالمشتهى رباط المشتهى المعروف بزاوية الكازروني على تقدير أن يكون السيوطي انتقل إليه وسكنه قبل وفاته وتوفي به ولكنا نرجح الأول لبعض مرجحات اطمأننا إليها: منها أنه الأشبه بما كان عليه هذا المتنزه من العظم المظنون في أمثاله من متنزهات الخلفاء الفاطميين إذ لا يعقل أنه كان محصوراً في بقعة ضيقة لا تتعدى الجهة الجنوبية لهذا الرباط وهو ما سنعالج تحقيقه في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة
إذا تركنا زاوية الكازروني وسرنا في الجهة الجنوبية منها فانا نصل إلى زاوية تعرف بزاوية الأباريقي واقعة على فيد غلوة منها شمالي قصر علي باشا شريف بجانب السور المحيط بحديقته وكانت قديما مسجداً جامعاً أنشاه قائد القواد غبن أحد خدام الحاكم بأمر الله الفاطمي فعرف به كما في كوكب الروضة للسيوطي قال وقد صار يسمى الآن جامع الأباريقي بولي مدفون بجواره ونسي اسم غبن فلا يعرفه الآن أحد إلا من له نظر في التواريخ. انتهى. وذكر على باشا مبارك في خططه أن هذه الزاوية بنيت على جزء من جامع غبن وجددها أخيراً علي باشا شريف ابن شريف باشا. قلنا وقد زرناها فرأينا على بابها كتابة منقوشة في الحجر نصها: (مقام سيدي أحمد الاباريقي، أنشأ هذا المسجد سعادة