عبد الحميد بك شريف في غرة شهر شعبان المكرم من سنة ١٣٢٧ هجرية) وبداخلها من الغرب قبة على حجرة بها ضريح الشيخ وعليه ستر أخضر عمله له عبد الحميد بك المذكور سنة ١٣٢٨، ثم توفي بعد ذلك بقليل وهو ابن علي باشا شريف المتقدم ذكره وقد يكون المراد بإنشائه هذا المسجد إصلاح ما تشعث فيه من بناء والدة. وفي هذه الزاوية صلوا على الإمام السيوطي لما شيعوا جنازته من الروضة إلى حوش قوصون قال الأستاذ الشعراني في ترجمته بذيل طبقاته (ثم بعد شهر سمعت ناعيه ينعى موته فحضرت الصلة علوه عند الشيخ أحمد الاباريقي بالروضة عقب صلاة الجمعة وفي سبيل المؤمنين عند الجامع الجديد بمصر العتيقة).
فيتضح مما تقدم ان زاوية الكازروني المسماة قديما برباط المشتهى واقعة بلا ريب في موضع من هذا المتنزه ويعلم من موقعها انه كان في وسط الجزيرة على الشاطئ الشرقي منها ويدخل فيه ما في كمالي هذه الزاوية من المواضع إلى جامع قايتباي، ثم إذا صح أن هذه الزاوية واقعة في وسط المشتهى كما يغلب على الظن كان أيضاً ممتداً في الجهة الجنوبية منها أي زاوية الأباريقي أي فيكون موقعه فيما بين الأباريقي وجامع قايتباي وربما كان زائداً عن ذلك جنوباً وشمالاً والله أعلم.
تتمة
في توضيح أماكن ذكرت أسماؤها بالمصور منها جامع عبد الرحمن بن عوف فان العامة تزعم أن القبر الذي به للصحابي المشهور أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم والصواب انه مدفون بالبقيع وبهذا المسجد قبر آخر دفن فيه حسن باشا المناسترلي الذي كان كتخدا مصر زمن عباس باشا الكبير أي وزيراً للولاية وهو من المساجد القديمة بالروضة أنشأه بدر الجمالي زمن المستنصر الفاطمي وكان يسمى جامع المقياس ثم جدده الصالح نجم الدين أيوب ثم هدمه المؤيد شيخ ووسعه ولم يتمه فأتمه بعده الظاهر جقمق ثم عمره قائصوه الغوري ثم خرب وانتهك الفرنسيس حرمته زمن احتلالهم لمصر ثم جدد حسن باشا المناسترلي البناء القائم منه الآن على الجزء الشمالي منه ولما توفي دفن فيه وكان في الأصل كبيراً ممتداً من الجنوب إلى الشاطئ ومتصلاً بالدرج التي كانت على النيل وهي التي تزعم العامة أن موسى عليه السلام قذف منها بتابوته في اليم، ويرى