للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأستاذ هو وأمه الحنون وزوجه المخلصة وأطفاله الثلاثة عيش الخفض والدعة. وتوثقت صلاته بأدباء الإسكندرية والقاهرة فكان من عوامل الإذكاء في نهضة الأدب والفكر فيهما. ثم اتصل سببه بأسرة الرسالة والرواية فأختصهما بمترجماته ومساجلاته وخطراته، حتى اشتدت عليه في الأشهر الأخيرة وطأة مرضه الدخيل وهو تضخم الكبد فذهب كما يذهب النور من العين والسرور من القلب والأمل من الحياة. والله وحده يعلم مقدار ما خلف من الأسى المسعور في نفوس أهله وأصدقائه وقرائه

كان الأستاذ فليكس فارس من أنبل الناس خلقاً وأنقاهم ضميراً وأوفاهم ذمة؛ وكان مفطوراً على الخلال العربية النبيلة والروح الشرقية السامية؛ يدعو لها ويدافع عنها ويفخر بها. وكانت الأديان السماوية الثلاثة قائمة في نفسه مقام الوحدة المتصلة لا يرى بينها فرقا ولا حداً ولا معارضة؛ فهي في رأيه ثلاث طرق تؤدي إلى غاية واحدة. لذلك كانت كتابته في الإصلاح الديني والاجتماعي ترضى كل نفس وتساير كل مذهب. وكانت صلته بالرافعي رحمه الله تشبه أن تكون صلة عقيدة لا صلة مودة. والناظر في كتاب (رسالة المنبر) يجد الأستاذ فليكس فارس بروحه وأدبه ورأيه وفلسفته. رحمه الله رحمة واسعة، وألهم أهله وصحبه الصبر على فقده

مجلة الدراسات الإسلامية

بعث إليّ أستاذي وصديقي المستشرق لويس ماسينيون بالمجلد الرابع لسنة ١٩٣٨ من المجلة التي يخرجها في باريس على أربع دفعات في السنة. وهذا المجلد نفيس جداً، لأنه موقوف على إثبات المؤلفات المختلفة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وموضوعاتها فنون إسلامية ومسائل عربية. وهذا المجلد يتم ما عرضت له مجلدات سابقة. وهكذا يقف المطلع والباحث على مجرى التأليف الخاص بالمشرقيات سواء في الغرب أو في الشرق. . . وأين هذا في مصر ونحن ندعي زعامة؟!

وثبت تلك المؤلفات على هذا الترتيب: تاريخ العلوم في البلدان الإسلامية - الفلسفة والكلام - فقه اللغة والتربية (وفي فقه اللغة ما يتعلق بالعربية والبربرية والفارسية والتركية) - الاجتماع وأحوال الأمم (وفيهما ما يتصل بتحول البلدان الإسلامية، والمرأة، والزواج، والمسكن، والبداوة، والنظام، والعرف، والاقتصاد السياسي، ثم العادات والعقائد الشعبية، ثم

<<  <  ج:
ص:  >  >>