للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصحابة (رضي الله عنهم). وهذان البابان هما معنى الكتاب. وفي الأول أربعة وعشرون استدراكا، وفي الثاني أحد عشر استدراكا. وقد ذيلهما محقق الكتاب بأربعة استدراكات، قطفها من (مسند أحمد) - رحمه الله - وهي تدل على عظم تفتيشه واحتفاله في البحث.

جاء في الباب الثاني من الاستدراكات على عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما): (أخرج البخاري ومسلم من طريق عمرة بنت عبد الرحمن أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة. . .)

فهذا الإمام المهذب المحقق يذكر أخا سيدنا معاوية (رضي الله عنه) كما ترى، ونابتة في هذا العصر تغبى عن النسبة الحق وتضلها أساطير في أمثال كتاب (العقد).

إن زياد بن أبي سفيان (رضى الله عنهما) من أبطال العرب ومن رجال الإسلام الكبار؛ فيعلم ذلك من يجهل.

ومن استدراكاتها على ابن عباس (رضي الله عنهم): (ردت على ابن عباس قراءته قوله تعالى (وظنّوا أنهم قد كُذبوا) بالتخفيف فأخرج البخاري في التفسير عن أبي مليكه قال ابن عباس (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا) خفيفة ذهب بها هنالك، وتلا (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟) فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك، فقال: قالت عائشة: معاذ الّله! والله ما وعد الله رسوله في شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت، ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم، فكانت تقرأها (كذّبوا) مثقلة)

قلت: القراءة بكسر الذال والتخفيف هي المشهورة، ولها معنى غير الذي خمنه ابن عباس وقرى بكسر الذال مشددة وبفتحها مخففة ومشددة

وفي (جامع البيان) للطبري (الجزء ١٣ الصفحة ٤٧) روايات ذوات فوائد في قراءات هذه الآية وتفاسيرها.

وقال (الكشاف) في قراءة ابن عباس وتفسيره: (وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) وظنوا حين ضعفوا وغلبوا أنهم قد أخلفوا ما وعدهم الله من النصر، وقال: كانوا بشرا، وتلا قوله (وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) فإن صح هذا عن ابن عباس فقد أراد بالظن ما يخطر بالبال ويهجس في القلب من شبه الوسوسة وحديث النفس

<<  <  ج:
ص:  >  >>