للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ما عليه البشرية. وأما الظن الذي هو ترجح أحد الجائزين على الآخر فغير جائز على رجل من المسلمين، فما بال رسل الله الذين هم أعرف الناس بربهم وأنه متعال عن خلف الميعاد منزه عن كل قبيح)

ومن استدراكاتها على أبي هريرة (رضي الله عنهما): (. . . عن أبي هريرة قال: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً) فقالت عائشة رضي الله عنها: لم يحفظ الحديث؛ إنما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ودماً خير له من أن يمتلئ شعراً هجيت به)

قلت إن من يجتزئ بحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) ليدهاه ما يدهى من يجهل السبب في وحي آية الشعراء

قال الإمام الطبري في (جامع البيان): (قال عبد الرحمن ابن زيد: قال رجل لأبي: يا أبا أسامة، أرأيت قول الله (جل ثناؤه): والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون. فقال أبي: إنما هذا لشعراء المشركين وليس شعراء المؤمنين. ألا ترى أنه يقول: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى آخره. فقال: فرّجت عني يا أبا أسامة فرّج الله عنك!)

وقال الكشاف في تفسير الآية: (هم شعراء قريش عبد الله بن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ومسافع بن عبد مناف وأبو عزة الجمحي، ومن ثقيف أمية بن أبي الصلت، قالوا: نحن نقول مثل قول محمد، وكانوا يهجونه ويجتمع إليهم الأعراب من قومهم يستمعون أشعارهم وأهاجيهم)

وروى الزمخشري عن الخليل: (كان الشعر أحب إلى رسول الله من كثير الكلام، ولكن كان لا يتأتى له)

وجاء في (الإجابة) في باب الاستدراكات: (نقل أهل التفسير في قوله تعالى: (والذي قال لوالديه) إن معاوية كتب إلى مروان بأن يبايع الناس ليزيد، قال عبد الرحمن بن أبي بكر: لقد جئتم بها هرقلية، أتبايعون لأبنائكم؟! فقال مروان: يا أيها الناس هذا الذي قال الله فيه (والذي قال لوالديه أف لكما) فسمعت عائشة فغضبت وقالت والله ما هو به، ولو شئت أن أسميه لسميته، ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه، فأنت قضيض من لعنة الله)

<<  <  ج:
ص:  >  >>