إن الرجل الذي يملك الفصل في هذه القضية هو الأستاذ أحمد أمين، فليذكر متى عاديته؟ ومتى حقدت عليه؟ ومتى وقع بيني وبينه ما يورث الشحناء؟
إن أحمد أمين لم يوجه إلي أية إساءة، وربما جاز أن يقال إنه لم يؤذ أحداً من معاصريه، فقد كان ولا يزال مثال الطيبة واللطف
ولكن أحمد أمين الذي كف شره عن الأفراد وجّه شره إلى التاريخ، فهو يدوس ماضي اللغة العربية بلا تحرز ولا رفق، ولو تركناه شهرين اثنين يؤرخ الأدب على هواه لجعل الأمة العربية أضحوكة بين العالمين.
فإن كان هناك شيء يكتب لوجه الله فهو ما أكتب عنك يا صديقي أحمد أمين
أما بعد فقد بقيت معركة حامية حول ما سماه أحمد أمين (جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي) فإن اتسع صدر (الرسالة) لتلك المعركة فسأخدم الأدب العربي خدمة باقية. وإن ضاق صدر (الرسالة) عن هذه المعركة فسأنقل الميدان إلى مجلة أو مجلتين أو مجلات في مصر والشام والعراق، وحسبنا الله وهو نعم الوكيل.