هل يعرف أحمد أمين من هو مؤلف (رسالة الطير والحيوان) وهي رسالة لم يكتب مثلها في مشرق أو في مغرب؟
إن هذه رسالة وضعت في البصرة، أو ألفها رجل استوحى أهل البصرة، أفما كانت تصلح هذه الرسالة شفيعاً للبصرة فتنقذها من قالة البهتان على لسان أحمد أمين؟
ثم ماذا؟
ثم استطاعت البصرة أن تنشئ مذهباً في النحو شغل الأمم الإسلامية نحو اثني عشر قرناً
ولو أن أحمد أمين كان يدقق لعرف أن البصريين لم يصلوا إلى ذلك إلا بقوة الروح، فكيف شاء له هواه أن يجعلهم أصحاب معدات؟
لو أن معدتي كانت كما أحب من القوة والعافية لأكلت لحم الأستاذ أحمد أمين وأرحت الدنيا من أحكامه الجائرة في الأدب والتاريخ
ولكن الدهر حكم بأن أكون من أصحاب الأرواح فلم يبق لي في محاسبته غير شيطنة الروح، وفي الأرواح شياطين!
وتحامل أحمد أمين على البصرة وعلى العصر العباسي هو الذي أثارني عليه، فإن كان في الناس من يتوهم أن بيني وبينه ضغينة وأنني أشفي صدري بتنغيصه، فهو من الآثمين وسيلقى الجزاء يوم يقوم الحساب
ولن ينقصني عجبي من أهل هذا الزمان
فما كنت أظن أن أهل مصر يستكثرون على رجل أن يقول كلمة الحق لوجه الله؟
ما كنت أظن أن من واجبي أن أكف قلمي عن رجل يتطاول على ماضي الأدب العربي وهو بشهادة نفسه غير أديب!
أليس من المزعج أن يكون من تقاليد الصحافة الأدبية في مصر أن تمجد رجال الغرب وتنتقص رجال الشرق؟
أليس من المزعج أن تكون عيوب الناس في الأعصر الماضية مقصورة على أسلافنا وهم الذين احيوا الثقافة الأدبية والعقلية في عصور ألظلمات، وبفضلهم حُفِظ أكثر تراث الهند والفرس والروم؟
أليس من المؤلم يقال لمن يغار على ذلك الماضي المجيد (إنك ذو ضغينة وإنك تشفي