للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث كتب مجموعة قصائده المسماة (الطيور والحيوان والزهور) وكتب كذلك روايته (الفتاة المفقودة) وأخيراً كتب الكتاب الذي لم يغير فيه حرفاً واحداً وهو (البحر وسردينيا)

ثم ذهبا بعد ذلك إلى استراليا واستقلا القطار من سدني على أن ينزلا في أية مدينة يروقهما منظرها من نافذة القطار. فنزلا في ثيرول حيث كتب روايته الشهيرة (القنغر) التي ضمنها كل آرائه في استراليا وما لاقاه في كورنوول من اضطهاد أثناء الحرب العظمى.

وهناك وصلته دعوة من مابل رودج للذهاب إلى تيوس في المكسيك كي يتعرف إلى الهنود الحمر الذين كثيراً ما كان يظهر إعجابه بهم. فلم يتردد في قبول الدعوة، وكان هناك بعد وقت قصير. ثم انقل من تيوس إلى مدينة المكسيك على أثر خلاف قام بينه وبين مابل رودج. وعلى بحيرة تشبالا كتب روايته الفلسفية (الثعبان ذو الريش) وفي الخريف التالي كتب (الصباح في المكسيك)

ثم اشتدت عليه وطأة المرض فجأة، ولما عاده الطبيب قرر أنه مريض بذات الرئة وفي الدرجة الثالثة. ولكن لم يمنعه هذا أن يكتب وهو مريض مسرحيته المسماة (داوود) وقصته الطويلة (المرأة التي رحلت)

وفي الصيف التالي عاد إلى أوربا واستأجر فيللا بالقرب من جنوا، وكان وهو في فلورنسا قد كتب رواية أسماها (عشيق لادي تشاترلي) ولكنه تركها مهملة في أحد أدراج مكتبه خشية أن تثير عليه ضجة من جديد، لأنه كان فيها صريحاً إلى أقصى حدود الصراحة. ثم قر رأيه أخيراً أن يخرجها إلى عالم الوجود. فأرسلها إلى أحد الناشرين فردها إليه مظهراً استهجانه لما جاء بها ثم أرسلها لورنس إلى آخر فرفضها هذا بشدة. وأخيراً لم ير لورنس بداً من أن يأخذها إلى مطبعة إيطالية لا يعرف صاحبها من الإنجليزية حرفاً واحداً. فوافق هذا على طبعها دون أن يدري مما يطبع كلمة واحدة. وظهر الكتاب عام ١٩٢٨ ولكنه صودر لتوه. وفي العام التالي صودرت أيضاً مجموعة قصائد له. وزاد الطين بلة أن بلغه خبر مداهمة البوليس لمعرض صوره في لندن، وتحطيم جل صوره. فزادت وطأة المرض عليه ونقل إلى مصحة في فنس حيث التف حوله كل أصدقائه يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذه، ومن بين هؤلاء الأصدقاء عائلة بروستر وهكسلي وإيدا رانه وهـ. ج. ويلز وأغا خان وزوجته. ثم نقلوه بعد ذلك إلى الفيللا على مقربة من المصحة، ولكن كان قد سبق

<<  <  ج:
ص:  >  >>